افتتح الأردن اليوم الأربعاء مخيم الأزرق للاجئين السوريين في شرق المملكة والذي تقول الأمم المتحدة إنه قد يصبح أكبر مخيم للاجئين السوريين في الشرق الأوسط. ويقع المخيم في الصحراء على بعد 100 كيلومتر إلى الشرق من العاصمة عمان وافتتح بعد عشرة شهور من أعمال تمهيد الطرق وبناء آلاف الملاجئ التي ستكون قادرة في نهاية المطاف على استضافة 130 ألف شخص. وسعى المانحون عند التخطيط للمخيم الجديد الذي تبلغ مساحته 15 كيلومترا مربعا لتفادي مساوئ المخيم الأول بالأردن مخيم الزعتري الذي افتتح على عجل قبل نحو عامين في منطقة حدودية متربة حيث تسبب ضعف الخدمات وسوء الادارة في احتجاجات عنيفة. وقال أندرو هاربر ممثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة لدى الأردن خلال مراسم افتتاح المخيم التي حضرها مسؤولون حكوميون ومانحون "ما ترونه عندما تتجولون ربما يكون أحد أفضل مخيمات اللاجئين تخطيطا في العالم وربما سيكون أحد أكبر مخيمات اللاجئين في العالم." وعلى خلاف مخيم الزعتري يضم المخيم الجديد مدرستين ومستشفى مركزيا يديره الصليب الأحمر ومتجرا كبيرا يقبل القسائم التي يصدرها برنامج الأغذية العالمي. وقال جوناثان كامبل منسق الطوارئ لدى البرنامج "يأتي الناس لشراء ما يريدون تناوله ويذهبون إلى منازلهم ويطهون.. ولذلك فهذا مظهر من مظاهر الحياة الطبيعية بالنسبة لهم في وجود متجر كبير مليء بالسلع." وشرعت وكالات الأمم المتحدة في إنشاء المخيم الكبير في ذروة تدفق اللاجئين العام الماضي عندما كان عدد الواصلين إلى الأردن يتجاوز الألف يوميا وهو ما أثار مخاوف من ألا تتمكن المملكة من التعامل معهم. وقال دبلوماسيون إن افتتاح المخيم الجديد أيضا يعتبر اعترافا بالصعوبات التي تواجه توسيع جهود الإغاثة داخل جنوب سوريا لتخفيف العبء عن الأردن. وأنشئت أربعة مخيمات مؤقتة داخل سوريا قرب الحدود بمساعدة سعودية في الشهور الماضية لكن المخاوف من احتمال مهاجمة الجيش السوري لها أعطى دفعة لتسريع البناء في مخيم الأزرق. ويستضيف الأردن في الوقت الراهن قرابة 600 ألف لاجيء سوري مسجلين يشكلون نحو ربع اللاجئين الذين يزيد عددهم على 2.5 مليون في أنحاء المنطقة. ويقول مسؤولون إنه يوجد 1.3 مليون سوري على الأقل في الأردن يعيش القليل منهم فقط في مخيمات. ويأتي افتتاح مخيم الأزرق بمنطقة صحراوية مقفرة قرب الحدود العراقية بعدما أغلقت عمان معابر غير رسمية قرب مدينة درعا السورية حيث كان اللاجئون لا يحتاجون سوى للسير بضع مئات من الأمتار فقط للجوء إلى المملكة. أما الآن فالرحلة من سوريا تستغرق عدة أيام عبر مئات الكيلومترات في صحراء سوريا والأردن إلى الأزرق. وقال دبلوماسيون ومنظمات مساعدات إن هذا قلص بشدة تدفق اللاجئين. ولم تخف المؤسسة السياسية والعسكرية بالأردن الصعوبات التي تواجهها البلاد للتعامل مع اللاجئين والضغوط على الدولة التي تفتقر إلى الموارد. وقال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة خلال المراسم إن هذا ليس احتفالا وإنما الاحتفال سيكون عند إغلاق المخيمات وعودة السوريين إلى ديارهم في سلام وأمن. وأضاف أن المملكة سوف تستضيف يوم الأحد اجتماعا برعاية الأمم المتحدة لجيران سوريا لبحث أزمة اللاجئين.