×
محافظة الرياض

جمعية«الأطفال المعاقين» توزع خمسة آلاف وجبة إفطار يومياً

صورة الخبر

من الواضح أن هناك تدخلات صارخة في الحياة المصرية وليس فقط السياسة المصرية من قبل جماعة الإخوان المسلمين في المملكة ودول الخليج، وإذا سلمنا بأنه من الممكن الخوض في السياسة كيفما نشاء في أحيان كثيرة، فإن الخوض في حياة الناس وصياغة مشاعرهم وبناء اتجاهاتهم والتدخل مباشرة في شئؤنهم الداخلية الصرفة ليس مقبولا وليس من الأخلاق المهنية التدخل السافر في حياة وشئون شعب آخر.. ولم يتوقف الجميع إلى هذا الحد بل تجاوزه البعض إلى الهجرة إلى أرض الكنانة والمشاركة في تظاهراتها - أيا كان لونها - وإطلاق الخطب العصماء والقصائد المتتالية في الساحات والميادين.. إن هذه الهبة على مصر من قبل عدد من الشخصيات والجماعات وخاصة في منطقة الخليج والدخول في شئونها الخاصة والعامة، والعمل الأخطر هو التحريض المتواصل لزعزعة الأمن في مصر ومحاولة تأجيج الصراع الدائر هناك.. إن موقف هذه الجماعات والشخصيات الخليجية من الشئون الداخلية في مصر ليس له مثيل، ولا أعلم أن دولة وشعب قد تم اختراقه من كافة جوانبه، وأصبح مصدر فتوى وتقييم من قبل جماعات خارجية لا تمت للدولة بأي رابط وطني مثلما يحدث حاليا من بعض الخليجيين في الشئون المصرية.. وتحديدا فقد كانت هذه الهبة لمناصرة الأخوان المسلمين في مصر الشقيقة، هبة غير مسبوقة لدعم التيار الإخواني في مصر، وبالتالي الهجوم الكاسح على كل ما عدا الإخوانيين.. وهذا الموقف فاجأ الكثير من أبناء وبنات الخليج كما فاجأ الشريحة العظمى من المصريين، وتعتقد هذه الشريحة العظمى أن هولاء الخليجيين هم متطفلون على الشأن المصري وليس لهم أدنى حق في التدخل في الحياة المصرية، بينما يجد الإخوان في المقابل دعم أو تطفل الخليجيين مسألة مهمة لكسب مزيد من الشرعية الخارجية لدورهم في الشأن السياسي المصري.. ان ما يحدث في مصر حاليا يظل شأنا داخليا ويجب أن نتعامل معه على هذا الأساس، ويجب أن لا نكبر أو نصغر ما يدور هناك وفق أجندتنا الفكرية أو السياسية.. لقد تعاملنا مع الإخوان وحزب الحرية والعدالة الذي يمثلهم في الحياة السياسية المصرية مثلما تعاملنا مع أي سلطة سياسية في أي دولة عربية.. فعندما فاز الإخوان في الانتخابات الرئاسيةالمصرية كنا أول المهنئين لأن الشعب المصري اختارهم ووضعهم في كرسي الحكم.. ولكن عندما فشلت السلطة ولمدة عام في الحصول على إجماع كل المصريين واختار الشعب العودة مرة أخرى إلى صناديق الاقتراع فيجب أن نحترم ذلك.. فهذه إرادة الشعب المصري ومعه الجيش الذي يمثل بذاته شرعية محورية في ضبط زمام الأمور الأمنية، وهذا ما يجب أن نحترمه.. إن ما يؤلمنا حقا في ظل هذا الزخم المتعالي من الأصوات التي تحاول أن تتعالى على إرادة الشعب المصري هو الحدة التي تبدو عليها هذه الأصوات فتظهر لنا وكأنها أكثر حدة من أصوات الإخوان المسلمين داخل بلدانهم.. وبتحليل خطاب الإخوان ومقارنته بخطاب الشريحة الخليجية المتعاطفة معهم أو ما يطلق عليهم أحيانا “إخوانية الخليج” نجد أن خطاب الإخوان أكثر تعقلا وأكثر احتواء من خطاب الإخوان في الخليج.. وعادة ما يكون خطاب الإخوان المسلمين في مصر له خط رجعة لأنهم يعلمون علم اليقين أنهم يجب أن يتعايشوا مع أبناء وطنهم مهما اختلفوا ومهما تباينت أراؤهم، ولكن في المقابل نجد أن خطاب إخوان الخليج أكثر تشددا ولا يحتمل التعايش بين كافة الأطياف المصرية، فهو يدعو - وللأسف الشديد - إلى التناحر والاقتتال، ويحرض على استمرار التظاهر والعنف.. ونستشف أن مثل هذا الخطاب لا يتمنى السلام والتصالح بين الأطراف المتنازعة في مصر.. وإذا نظرنا إلى موقف المؤسسة السياسية السعودية سنجد أن موقفها كان قبل ثورة 25 يناير وبعدها وقبل ثورة 30 يونيو وبعدها هو موقف يتسم بالحكمة والحب والتقدير لمصر وشعبها ومؤسساتها.. وقد حظيت مصر بالدعم في كافة اختلاف أنظمتها وسلطاتها لأن الموقف الرسمي يتعامل مع مصر ككيان سياسي مهم في المنطقة ويجب أن يجد الدعم والمساندة في كافة مراحل تحولاته السياسية، وتتعامل المملكة العربية السعودية مع مصر كشقيقة مهما تعدد الأشخاص ومهما تداولت السلطات عليها.. وهذا الموقف هو ما نراه مناسبا ليكون قدوة لنا كأشخاص ومؤسسات وجماعات في التعامل مع ما حدث ويحدث وسيحدث في مصر. alkarni@ksu.edu.sa رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للإعلام والاتصال - رئيس قسم الإعلام بجامعة الملك خالد