عصفت المخاوف من تداعيات ضربة عسكرية أمريكية موجهة لمواقع محددة تابعة للنظام السوري بأسواق المال العالمية والبورصات الخليجية خصوصاً التي سجلت تراجعات حادة. وخسر مؤشر دبي وحده 7 في المائة مسجلاً أكبر خسارة في يوم واحد منذ أربعة أعوام، كما تراجعت السوق السعودية بشكل حاد خاسرة 332 نقطة بسبب موجة جني أرباح من جانب المستثمرين الأفراد الذين هيمنوا على التعاملات في الأسابيع الماضية. لكن محللين أكدوا أن مدى الهبوط غير منطقي وردود الأفعال مبالغ فيها، نظراً للعوامل الأساسية الاقتصادية القوية بالنسبة للدول الخليجية. ولم تسلم البورصات الأوروبية من التراجعات، حيث سجلت أكبر انخفاض يومي في شهرين وأغلق مؤشر يورو ستوكس 50 للأسهم القيادية في منطقة اليورو منخفضاً 2.6 في المائة ليصل إلى 2749.27 نقطة مسجلاً أكبر خسارة يومية منذ حزيران (يونيو) وأدنى مستوى في شهر. كما أغلق مؤشر يورو فرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى متراجعاً 1.7 في المائة، مقلصاً مكاسبه منذ بداية تموز (يوليو) إلى 4.4 في المائة. وفي أنحاء أوروبا، تراجع مؤشر فايننشيال تايمز 100 البريطاني 0.8 في المائة، ومؤشر داكس الألماني 2.3 في المائة، ومؤشر كاك 40 الفرنسي 2.4 في المائة. وفتحت الأسهم الأمريكية أمس على انخفاض، ونزل مؤشر داو جونز الصناعي 0.39 في المائة، وهبط مؤشر ستاندرد اند بورز 500 الأوسع 0.65 في المائة، وتراجع مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 1.14 في المائة. من جهة أخرى، ارتفع الذهب إلى أعلى مستوى في 15 أسبوعاً نتيجة الإقبال على شرائه كملاذ آمن بسبب تزايد احتمالات عمل عسكري غربي في سورية. وحظي المعدن النفيس أيضاً بدعم قوي من آمال في إطالة أمد التحفيز النقدي الأمريكي بعد بيانات أمريكية ضعيفة. وعزز الذهب في السوق الفورية مكاسبه ليسجل أعلى مستوياته منذ 15 أيار (مايو) عند 1423.49 دولار. وفي أسواق العملات، ارتفع الين الياباني والفرنك السويسري اللذان يعتبران ملاذاً آمناً للمستثمرين، في حين انخفضت عملات تنطوي على مخاطر أكبر مثل الدولارين الأسترالي والنيوزيلندي. وقفز سعر خام برنت لأعلى مستوى في ستة أشهر متجاوزاً 114 دولاراً للبرميل، وزادت عقود الخام الأمريكي ثلاثة دولارات إلى 108.92 دولار للبرميل.