×
محافظة المنطقة الشرقية

حقيبة خاصة

صورة الخبر

صعّدت الولايات المتحدة أول من أمس، نبرتها تجاه رواندا مطالبة إياها بسحب قواتها من جمهورية الكونغو الديموقراطية ووقف دعم متمردي حركة «ام 23» المتهمين بارتكاب فظائع في شرق البلاد. وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي: «ندعو رواندا إلى الوقف الفوري لأي دعم لحركة أم 23، وإلى سحب فرقها العسكرية من شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية واحترام التزاماتها» في هذا الشأن. وأكدت بساكي بنبرة قاسية تُستخدَم للمرة الأولى ضد كيغالي، أن ثمة «مجموعة أدلة ذات صدقية» تشير إلى صلة تربط كبار المسؤولين الروانديين بمتمردي «أم 23» الذين ينشرون الرعب منذ أشهر في الكونغو الديموقراطية. وأتت تعليقات بساكي غداة نشر تقرير لمنظمة «هيومن رايتس ووتش» ومع اقتراب عقد اجتماع لمجلس الأمن حول الوضع في منطقة البحيرات العظمى برئاسة وزير الخارجية الأميركي جون كيري في نيويورك اليوم. وأشار تقرير «هيومن رايتس ووتش» إلى أن متمردي حركة «أم 23» قاموا بـ «إعدامات تعسفية لـ44 شخصاً على الأقل واغتصبوا 61 امرأة وشابة على الاقل» منذ آذار (مارس)» الماضي، في شرق الكونغو الديموقراطية. وأشارت المنظمة غير الحكومية الى أن «سكاناً من المنطقة ومتمردين منشقين وصفوا أنشطة حديثة توثّق تلقي القوات الإجرامية لحركة أم 23 المساعدة من روانـــدا»، مـــضيفةً أنه «من بين هذه الأنشطة هناك تـــحركات منتظمة من رواندا في اتجاه جمهورية الكونــغو الديموقراطية لرجال ببزات الجــــيش الرواندي، وتزويد أم 23 بالذخائر والأغــذية وبضـــائع أخــــرى من رواندا». وتنشط حركة «أم 23» منذ أيار (مايو) 2012 في إقليم شمال كيفو الغني والمضطرب. وتتكون الحركة بشكل أساسي من عناصر كونغوليين من قبائل التوتسي انخرطوا في جيش الكونغو الديموقراطية بعد اتفاق سلام وقِّع في عام 2009، وما لبثوا أن انتفضوا عليه في نيسان (أبريل) 2012 معتبرين أنه لم يُحترم بتاتاً. وتنفي كيغالي باستمرار أي صلة لها بمتمردي «أم 23». ونفى الرئيس الرواندي بول كاغامي حليف الولايات المتحدة اتهامات الأمم المتحدة والمجموعات الحقوقية في هذا الاتجاه واصفاً إياها بـ «السخيفة». ورفضت بساكي الافصاح عما إذا كانت اتصالات تجرى بين واشنطن وكيغالي بعد نشر تقرير «هيومن رايتس ووتش»، مكتفيةً بالاشارة إلى أن البيت الابيض يشاطر الخارجية الأميركية الموقف نفسه. الى ذلك، اعلنت حركة «ام 23» انها قتلت اكثر من400 عسكري كونغولي منذ استئناف المعارك في 14 الجاري وذلك قرب غوما شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية. وصرح الليوتنانت كولونيل فياني كازاراما الناطق العسكري باسم حركة التمرد بأنه «منذ 14 تموز، قتل 400 عسكري وعسكري واحد، وجرح عديدون آخرون في صفوف القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديموقراطية في حين سقط في صفوف الحركة ستة قتلى و14 جريحاً». على صعيد آخر، زار مساعد وزير الدفاع الأميركي أش كارتر أول من أمس، العاصمة الأوغندية كمبالا حيث بحث دعم بلاده لأوغندا في مواجهة متمردي «جيش الرب للمقاومة». وذكر الناطق باسم البنتاغون جورج ليتل في بيان أن كارتر ناقش خلال المحادثات التي أجراها مع وزير الخارجية هنري اوكيلو وقائد القوات المسلحة الأوغندية ادوار كاتومبا ومالا، سبل «وضع حد للتهديد الذي يطاول السكان المدنيين والاستقرار الاقليمي من جانب جوزف كوني» وحركته. وتنشر واشنطن منذ نهاية عام 2011 مئة عنصر من القوات الخاصة لمساعدة القوات الأوغندية في التصدي لمتمردي جيش الرب للمقاومة. وينشط هؤلاء المتمردون في شمال أوغندا منذ عام 1988، لكنهم تمركزوا منذ عام 2005 في شمال شرقي الكونغو الديموقراطية وكذلك في إفريقيا الوسطى وجنوب السودان حيث تطاردهم القوات الأوغندية.