إن من أخطر القرارات التي من الممكن أن تؤثر على الدولة، هي تلك التي تتعلق بالتعليم. فنسبة الشباب الذين يتلقون التعليم العام أو الجامعي في أي مجتمع قد يصل إلى نصف تعداد السكان، وبالتالي فإن صدور أي قرار من المسؤولين عن التعليم فيما يخص بالتقويم الدراسي أو مواقيت الدوام الرسمية أو تعطيل الدراسة، فإن انعكاسه سيكون على مستوى الدولة بالإيجاب أو السلب. في معظم دول العالم، خصوصا تلك التي تتعرض لتغيرات جوية نتيجة لموقعها الجغرافي، يتم تعطيل الدراسة بسبب التغيرات في الطقس بشكل دوري ومعتاد. وفي منطقة الخليج العربي وتحديدا في السعودية، تتخذ قرارات تعطيل الدوام في المدارس وفقا للمعطيات الموسمية والتغيرات في الطقس. ففي موسم الحج، يتم تعطيل ما يقارب ۲۵۰ مدرسة في منطقة مكة المكرمة بسبب وقوعها ضمن مسارات الحجاج. كما يتم كذلك تعطيل مدارس بعض المناطق التي تتعرض لسوء الأحوال الجوية. وفي هذه الأيام، أصدرت وزارة التعليم العمانية قرارا بتعليق الدراسة بناء على تحذيرات هيئة الطيران المدني من إعصار "شابالا" لمدة ٣ أيام حفاظا على سلامة المواطنين، علما بأن الإعصار قد غير اتجاهه إلى اليمن، ولم تكن هناك أضرار جسيمة. في الأسبوع الماضي، ونتيجة لسوء الأحوال الجوية، اتخذ معالي وزير التربية قرارا بتعطيل الدراسة ليومين نتيجة لسوء الأحوال الجوية. وقد جاء هذا القرار في محلة وبتوقيته المناسب، فقد حذر المختصون في الأرصاد الجوية من غزارة الأمطار التي ستهطل وشدة الرياح التي قد تصل إلى ۱۲٠ كم في الساعة، وبأن الأجواء ستكون غير مستقرة، وبالفعل قد حدث هذا الشي وعايشنا تلك الأجواء التي كانت تبرق وترعد منذ ساعات الفجر الأولى، وتسببت الأمطار في إغلاق بعض الطرق وحدوث تسريبات في العديد من المباني عرضت حياة العديد للخطر، ولنا أن نتخيل ماذا لو لم يتخذ وزير التربية قرارة بتعطيل المدارس حجم الكارثة المرورية التي كانت ستحدث وكيف سيعلق الناس في الشوارع، التي هي بالأساس تعاني من مشكلة نعايشها بشكل يومي، وكيف إذا اجتمع معها مياه الأمطار التي كانت بمنسوب فوق المعدل؟!!. نشد على يد معالي وزير التربية د. بدر العيسى على حنكته في اتخاذ قرار جنب البلد مخاطر تعريض المواطنين لمخاطر بسبب التغيرات بالطقس، ونتمنى أن تدخل التكنولوجيا في التعليم بحيث يكون الطالب والمعلم على تواصل الكتروني . د. فوزي سلمان الخواري @dr_alkhawari