صنعاء، جنيف (الاتحاد، وكالات) تمكن سكان محافظة تعز اليمنية من كسر الحصار الظالم التي تفرضه مليشيا الحوثي وصالح، نجحوا في إدخال 12 ألفاً و500 كيلو جرام طحين لسكان المدينة المحاصرين في صورة تجسد تلاحم أبناء المدينة. واستطاع رجال ونساء المحافظة يرافقهم الأطفال ضمن حملة شعبية أطلق عليها شعار «يداً بيد لكسر الحصار عن تعز» اعتمدت على مجهودات وتبرعات سكان المدينة، قطع الشعاب والفيافي والجبال المحيطة بالمدينة، وهم يحملون على أكتافهم وظهورهم ورؤوسهم أكياس الطحين، ويقومون بإيصالها للسكان الذين تحاصرهم مليشيا الحوثي وصالح، وتمنع عنهم المياه والغذاء والأدوية، وتفتك بهم من خلال قصفها للأحياء والمناطق السكنية عشوائياً. وكان المتمردون شددوا حصارهم المستمر منذ أسابيع على تعز، وفرضوا إجراءات مشددة للغاية حالت دون وصول الطعام والدواء إلى المدينة. في وقت أطلق أطباء محليون نداء استغاثة لإنقاذ أكثر من ثمانية آلاف مريض باتوا مهددين، بعد منع المتمردين دخول الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية إلى تعز. وقال أمين عام نقابة الأطباء في تعز صادق شجاع، لـ«الاتحاد»، «إن الحوثيين الذي يسيطرون على المنافذ الرئيسية الثلاثة للمدينة منعوا منذ خمسة أيام دخول الأدوية وأسطوانات الأكسجين الأمر يهدد بشكل كبير حياة آلاف المرضى»، وأضاف «الحوثيون يمنعون منذ أسابيع وصول الإمدادات الغذائية والدوائية والنفطية للمدينة، لكنهم شددوا حصارهم هذا الأسبوع، ومنعوا حتى دخول أسطوانات الأكسجين التي تحتاجها باستمرار المستشفيات العاملة في تعز». وأغلقت 30 مستشفى حكومياً وأهلياً أبوابها بسبب الصراع والحصار وانعدام المشتقات النفطية، فيما تكافح عشرة مستشفيات، سبعة منها تقع في المناطق الخاضعة لسيطرة المقاومة، من أجل تقديم العلاج للسكان المعرضين للمخاطر بسبب المواجهات اليومية المستمرة منذ سبعة شهور. وذكر المسؤول الطبي أن أكثر من 1100 شخص، معظمهم من المدنيين، وبينهم عناصر من المقاومة، قتلوا جراء القتال في تعز منذ اندلاعه مطلع أبريل، فيما أعداد المصابين والمرضى المسجلين في مستشفيات المدينة يفوق 8200 شخص. وناشد شجاع وزارة الصحة واللجنة الحكومية العليا للإغاثة القيام بواجباتهما تجاه الوضع الطبي المتدهور في تعز الذي ينذر بكارثة إنسانية، مطالباً في الوقت ذاته الحكومة الشرعية تحمل مسؤوليها والعمل على فك الحصار الجائر على المدينة. كما طالب المنظمات الطبية الدولية بالقيام بدورها الإنساني وتقديم المعونات الطبية والدوائية العاجلة لمستشفيات تعز التي قال، إن سكانها يعانون أيضا جوعاً شديداً جراء «انعدام مقومات الحياة الطبيعية وارتفاع أسعار المواد الغذائية إن وجدت». إلى ذلك، طالب برنامج الأغذية العالمي أمس، بتوفير طريق آمن للوصول إلى تعز قائلاً: إن المعارك الجارية هناك بين أطراف الصراع تمنع وصول إمدادات الطعام، ما جعل آلاف السكان يعانون جوعاً شديداً. وقال البرنامج، إن آخر إمدادات غذائية أرسلتها الأمم المتحدة وصلت إلى تعز منذ أكثر من خمسة أسابيع، وأنها وزعت على نحو 240 ألف شخص. وطالب مهند هادي المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوصول آمن وفوري لمدينة تعز لمنع حدوث مأساة إنسانية مع تناقص الإمدادات التي تهدد أرواح الآلاف ومن بينهم نساء وأطفال ومسنون. وقال: إن هؤلاء يعانون بالفعل الجوع الشديد، وإذا استمر هذا الوضع سيحدث الجوع أضراراً لا يمكن تداركها. وقدر الخبراء في يونيو أن عشر محافظات من بين 22 محافظة يمنية تواجه انعدام الأمن الغذائي على مستوى «حالة الطوارئ»، وهذا التصنيف يسبق «المجاعة» بدرجة واحدة، وفقاً لمقياس دولي يتضمن خمس درجات. ولم يتم تحديث هذا التقييم منذ ذلك الحين لأن الخبراء لم يتمكنوا من الوصول لتفقد الأوضاع، وقال برنامج الأغذية العالمي، إن نحو ثلث سكان اليمن، أي 7.6 مليون نسمة في حاجة ملحة للحصول على مساعدات غذائية.