×
محافظة المنطقة الشرقية

الألعاب النارية تحرق ساق محمد

صورة الخبر

لا أميل نحو توصيف الصحوة الفلسطينية بالانتفاضة أو الهبة، أو الغضب الشعبي، أو غير ذلك من توصيفات، هي أقرب إلى الحراك الجماهيري الرافض للاحتلال، والساعي نحو بناء الدولة المدنية الديمقراطية، وتجاوزاً قد نستخدم مفهوم الانتفاضة. السؤال المهم هنا كيف نحافظ على ديمومتها؟ وما هي رؤيتها؟ أهدافها؟ وآلياتها؟ قد تكون الانتفاضة رسالة لإسرائيل أنه لا يمكن أن تعيش كدولة مع استمرارها في احتلال الأراضي الفلسطينية، ورفضها قيام الدولة الفلسطينية، وأن سياسات القوة والبطش لا يمكن أن تحقق لها الأمن والبقاء. رسالة الانتفاضة إلى إسرائيل أن عليها الاعتراف بوجود الشعب الفلسطيني، وبحقه في دولته. ورسالة للسلطة ولكل الفصائل الفلسطينية برفض الانقسام أولاً، وبحتمية بناء نظام سياسي توافقي يشارك فيه الجميع.. ورسالة إلى العالم بأن العدالة الدولية لن تتحقق إلا في فلسطين، وأن أمن العالم واستقراره مرهون بقيام الدولة الفلسطينية المدنية الديمقراطية، ورسالة إلى العالم العربي كله تقول إن القضية الفلسطينية تبقى أساس المشروع العروبي، ورسالة لكل المسلمين بأن القدس قضية المسلمين جميعاً. ويبقى أن تؤكد هذه الانتفاضة إذا أرادت الديمومة والاستمرارية أن تنأى بنفسها عن كل مظاهر السلاح، فهي تختلف عن سابقاتها، وتأتي في ظل بيئات سياسية إقليمية ودولية مختلفة، ويسيطر عليها العنف والإرهاب. قد يقول قائل كيف ذلك؟ وإسرائيل تمارس كل أشكال البطش والقتل والعنف. نعم، لكن رسالة الانتفاضة أن تكشف هذه الصورة من العنف وهي الكفيلة بخلق الدعم والتأييد لحق الشعب الفلسطيني في نضاله السلمي، وفي فرض العزلة والضغط على إسرائيل. وفي هذا السياق فإن المراجعة النقدية مطلوبة على ضوء المعطيات الإقليمية والدولية التي تشكل إطاراً محدداً لعمل الانتفاضة الفلسطينية. وفي إطار أن المواجهة المسلحة غير المتكافئة ستكون لها تداعيات سلبية كبيرة على واقع الحياة الفلسطينية، وليس من المصلحة الدفع باتجاه انهيار بنية السلطة في هذه المرحلة، ولهذا يجب أن تكون رسالة الانتفاضة الرئيسية الحفاظ على طابعها السلمي قدر الإمكان.. والعمل على إنهاء الاحتلال، وقيام الدولة الفلسطينية. drnagish@gmail.com