يعتقد بعضهم بأن هناك مؤامرة ما فيما يخص انخفاض أسعار النفط في هذه الأيام. وهذا تفكير من الممكن فهم خلفياته المرتكزة على العديد من المؤامرات التي شهدها عالمنا العربي على مدى قرون. ولكن النكبات الاقتصادية من الصعب والمستحيل ترويضها لتؤدي برامج سياسية لتشمل العالم كله. هناك حالات قليلة ومحدودة الحجم والتأثير تسخّر لذلك الاتجاه، تكون عادة في صورة مقاطعات تجارية وسياسية وخلافها، أو في شكل حصار اقتصادي، إذا أمكن القول، لدولة ومنطقة معيّنة،وقليلاً نجاحها. ولكن لا يمكن تطبيق ذلك على العالم. ما نشهده من انخفاض أسعار النفط التي هبط فيها سعر خام برنت إلى حوالي ٨٣ دولاراً للبرميل يوم الأربعاء الماضي ليس سببه إرادة سياسية، أو مؤامرة على منتجي النفط لتخفيض عائداتهم المالية، سواء كانوا في الخليج أو في أي بقعة أخرى من العالم. بل سببه أساسيات السوق المتأثرة بحالة اقتصاد العالم. من أوائل تلك الأسباب، التباطؤ الاقتصادي العالمي. فمستويات النمو في الولايات المتحدة مخيّبة، وفي اليابان والصين منخفضة. ولو نظرنا إلى القارة الأوروبية لوجدنا نمو دولها في حدود اثنين في المئة هذا العام، بل إن دولة مثل فرنسا كان نموها صفراً. فهذه دول كبرى اقتصادياً من بينها الاقتصاد الأكبر والثاني والثالث في العالم. وما النفط إلا مؤشر جيد للازدهار الاقتصادي وتباطئه، بالإضافة إلى دوره الاقتصادي القوي. هناك أسباب أخرى ذات تأثير كبير على المدى البعيد، نتركها للمستقبل لضيق المساحة. ولكن الواجب على الدول النفطية، في الوقت الحاضر، هو الاستعداد والتخطيط لمواجهة تناقص العائدات المالية التي سوف تسبب عجوزات مالية لموازناتـها،وتأخيراً في برامجها التنموية. m.mashat@gmail.com Twitter: @mamashat m.mashat@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (60) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain