مثلما قبِلنا أنّ الوظائف تتوالد فسيأتي يومٌ تموتُ فيه: «القابلة» والسلام.! يظهر أنّكم قد نسيتم حكاية جدّنا: «جُحا» مع قِدرِ جاره ما أسرعَ ما تنسون ما ينفعكم فدعوني إذن أجترّ لكم الحكاية مرةّ أخرى: استعار جحا في أحد الأيام من جاره قدرا (وعاء/طنجرة) وتأخر في رده فطلبه جاره منه فأعطاه القدر وآخر صغيراً فقال له جاره ما هذا قال لقد ولد عندي البارحة فسر جاره وأخذ القدر. وبعد فترة استعار جحا من جاره قدراً أكبر وأغلى ثمنا وبقي القدر عنده فترة من الزمن وبعدها سأله جاره عن خبر القدر فقال جحا رحمه الله مات قبل أيام فغضب جاره وقال كيف يا جحا أوَ يموت القدر؟! فقال جحا تصدق بالولادة وتكذب بالموت؟ في شأنٍ وطنيٍّ صرفٍ لا مُزايدة فيه أستطيع القول: إنّ قرار هيئة توليد الوظائف ومكافحة البطالة يأتي بوصفه قراراً «حكيما» في محاولةٍ جادةٍ حيث السعيّ لإنقاذ ما يُمكن إنقاذه بحسٍّ استباقيٍّ يعي وَفق كلّ المعطيات القيادية ما يفعله ويسنّه من قرارات إذ ما يلبث أن يتدارك بمبادرةِ توقيته الخرقَ قبل اتساعه بيد أنّ الخوف على مثل هذا القرار المُسدّد هو من أن تغتاله القابلة (وزارتا الخدمة المدنية/ ووزارة العمل) من حيث لا تدريان! ذلك أنّنا قد تعودنا منهما الاشتغال بيروقراطياً على خنق (أجنّة الإصلاح) ما يجعلنا بدفعٍ من حُبّ لهذا الوطن (وأهله) نتساءل: ألم تحِن بعْد ساعة الاستعانةِ بفريقٍ متخصصٍ -من الداخل والخارج تكون المهمّة المنوطة بهذا الفريق (المحايد) تقويم أداء هاتين الوزارتين على النحو الذي تُعاد فيه هيكلتهما وكثيراً من الصياغةِ لأنظمتهما التي قد بليت من كثرةِ الاخفاقات دون أن تكونا قد صنعتا شيئاً ذا بالٍ يصنع الفرق في مستقبل: «الإنسان السعودي»! ثمّ تكون المهمة الثانية لهذا الفريق المتخصص هو: العمل التقويمي لكثيرٍ من قيادات (الوزارتين المذكورتين) التي لم تعد الغالبية من هذه القيادات صالحةً لأن تبقى على كراسيها من بعد اليوم بسببٍ من تآكلها واستنفاد كافة إمكاناتها حتى إنها ذبلت من طولِ عهد جلوسها على كرسيٍّ بات يضيق عليها حيث أثبتت بعضٌ من تلك القيادات للجميع وبكلّ كفاءةٍ متواليات فشلها إذ كان لها الإسهام الأكبر في التحشيد المتراكم للمكدّسين من العاطلين والعاطلات في بلدٍ ينتسب لـ: «دول العشرين» الأكثر ثراءً والذي ما زال مأوىً لعشرةِ ملايين من الوافدين! في الأثناء الذي تتعثر فيه عملية السعودة وكأنّ ثمّة من لا يريد أن تقوم لها قائمة.! إن الاحتقان لا يُمكن وخز تورّمه بدبوس: «الأقوال» ومحض: «الأماني» ذلك وأنّ من شاء فضخ هذا التورم الاحتقان فعليه بـ: «الأعمال» الصادقة ظاهراً/ وبطاناً فالبطالة هي «الجرثومة» والمقدمة التي من شأنها أن تسبق جملةً كبيرة من أزماتنا الاقتصادية والاجتماعية والأمنية باعتبارها الخطر الذي يُؤذِن بشرورٍ لا قِبلَ لنا بدرئها عن: «وطنٍ» نُحبه ويُحبنا مالم نستشعر عِظم خطورة البطالة التي تتهدد مستقبل أجيالنا في كلّ حين! الأمر الذي يُحتّم علينا البقاء يداً واحدة في سبيل الحؤلة دون استفحال: «البطالة» من أجل هذا كان يجب أن تقرأ الوزارتان نقدنا وإن كان خشنا على هذا النحو الوطني ذلك أننا جميعا شركاء في حبّه والخوف عليه. يا أيها الأعضاء ممن أنيطت بكم مهمة توليد الوظائف ومكافحة البطالة (العشم فيكم) أن تكونوا أهلاً لهذا الذي ظاهره تكليفاً بينما باطنه تشريفاً وطنياً بامتياز.. وأن تكونوا بذات المستوى الكبير الذي أنزلتكم إياه القيادة يوم أن أناطت بكم هذه المهمّة الجبارة في شأن التوليد/ والتوطين التي هي بالضرورة ليست مهمة سهلة وإنما تقتضي عملا وعملا وعملا وليس هو الركون ترهلاً إلى الاشتغال بتوليد: «لجانٍ» عن: «لجانٍ» في: «لجانٍ» فيما التوليد للوظائف ومكافحة البطالة يُصبح نسيا منسيا في ظلّ لجانٍ هي من تتوالد بطريقة بكتيريّة.! وأختم بالقول: إنّنا في حالةِ ترقّب لخطواتٍ جريئة وكثيرة تصاحب قيام الهيئة العليا لتوليد الوظائف يكون من شأنها أن تُعيد الهيكلة العامة/ والخاصة لسوق العمل عبر النظر التقويمي في أدوار وزارتي الخدمة والعمل وكذلك دور مؤسسات التمويل المتخصصة وبرامجها التمويلية في التأهيل والتدريب وتنمية المشاريع الصغيرة. وليس بخافٍ أهمية أخذ الاعتبار لاحتياجات الموظف بوصفه: «إنسان»!