رجّحت إيران أمس، أن تكون جولة المحادثات حول ملفها النووي، في جنيف اليوم مع الدول الست المعنية، «صعبة جداً»، معلنة استعدادها لأداء «دور جديد» في «عالم متحوّل». ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) عن «مصدر مقرّب» من الفريق النووي المفاوض، إن جولة المحادثات التي تستمر يومين «صعبة جداً»، مشيراً إلى أن «الجانبين سيناقشان التفاصيل». وقال المصدر أن «مسار المفاوضات صحيح ونتوقع من الجانب الآخر ألا يكون متشدداً في شأن إلغاء العقوبات، ويقبل بحق إيران في تخصيب اليورانيوم، في مؤشر إلى حسن نيته ولدفع المفاوضات إلى أمام». ولفت إلى أن مسألة التخصيب ستُطرح خلال المحادثات، مكرراً أن طهران تعتبر «حقها في التخصيب خطاً أحمر». ودعا المصدر الولايات المتحدة إلى أن «تعمل بعيداً من ضغوط اللوبي الصهيوني ودولٍ في المنطقة، للتوصل إلى نتائج مرضية للجانبين». إلى ذلك، نسبت الوكالة الإيرانية إلى وزير الخارجية محمد جواد ظريف قوله إن بلاده «ستختبر مدى جدية الدول الغربية في التوصل إلى تسوية مرضية للجانبين»، مضيفاً: «على الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) استعادة ثقة الشعب الإيراني، ونأمل بأن نشهد مشاركة واعية وفاعلة لتلك الدول، نظراً إلى أن سياساتها السابقة لم تحقّق لها أي إنجاز». وذكر أن «العقوبات الظالمة المفروضة على إيران أحدثت مشكلات للشعب الإيراني، وأفقدت دول الغرب فرص عمل كثيرة في السوق الإيرانية الغنية». ولفت ظريف إلى أن «السنوات الأخيرة شهدت سلوكاً غربياً دمّر ثقة الإيرانيين»، مثل فرض عقوبات تتعدى قرارات مجلس الأمن. وفي حديث إلى صحيفة «لوموند» الفرنسية قال ظريف: «لتسوية المشكلة، ثمة نافذة فرصة فتحها الشعب الإيراني من خلال انتخابه حسن روحاني رئيساً. جئنا نفاوض بنهج جديد، والعالم كلّه لاحظ جدّيتنا... وننتظر نهجاً مشابهاً من شركائنا» الغربيين. وقال ظريف لوكالة «رويترز»: «هناك عالم متحوّل، ونحتاج جميعاً إلى نهج جديد، للمسائل الدولية... إيران مستعدة لأداء هذا الدور الجديد في ذاك المناخ العالمي المختلف». وأهدى ظريف الموجود في باريس منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو)، سجادة عجمية أُطلِق عليها «تقارب الثقافات». وقال، في كلمة أمام المؤتمر العام السابع والثلاثين للمنظمة: «الحرب ليست فقط لا قانونية ولا أخلاقية، بل أيضاً أداة غير فاعلة لتعزيز المصالح الوطنية أو العالمية. التاريخ والخبرة يفيداننا بأنه فقط من خلال الحوار والتفاهم والتعاون الشامل، يمكن استكشاف حلول للمشكلات المشتركة». والتقى ظريف نظيره الفرنسي لوران فابيوس، وحضّ باريس على إبداء «واقعية ومرونة» في المفاوضات لتسوية الملف النووي الإيراني. ورأى «إمكانات ضخمة» للعمل المشترك بين البلدين، فيما دعت فرنسا إيران إلى «تقديم مؤشرات ثقة».