بدأ وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف محادثاتهما أمس الجمعة في فيينا حول النزاع في سورية حيث تشن روسيا حملة من الغارات والقصف دعما للرئيس بشار الاسد. من جهته أكد رئيس جمهورية فرنسا فرانسوا هولاند في كلمة له أمس أن زعيم النظام السوري بشار الأسد "هو المشكلة وليس الحل". مشروع في الأمم المتحدة لتجريم استخدام «البراميل المتفجرة» قصف روسي للمستشفيات شنت طائرات روسية تسع ضربات جوية استهدفت خمس مستشفيات ميدانية على الاقل في محافظات سورية عدة، مما ادى الى مقتل مدنيين وعدد من الكوادر الطبية، وفق ما اعلنت الجمعية الطبية الاميركية السورية. وافادت الجمعية في بيان نشرته على موقعها الالكتروني ان "ضربات جوية روسية استهدفت عند الواحدة من ظهر الثلاثاء مستشفى ميدانيا تابعا لها في بلدة سرمين في ادلب" في شمال غرب سورية مما ادى الى مقتل عشرة مدنيين على الاقل واثنين من طاقم المستشفى واصابة 28 مدنيا بجروح. واضافت الجمعية ان هذا الاعتداء يضاف الى "نحو ثماني غارات روسية سابقة على مستشفيات في سورية، بالاضافة الى 313 اعتداء على مرافق طبية منذ اندلاع النزاع" في سورية في الربع الأول من عام 2011. وتتولى هذه الجمعية ادارة ودعم سلسلة من المستشفيات والعيادات الطبية في محافظات سورية عدة، بالاضافة الى عدد من دول الجوار التي تستضيف لاجئين سوريين. وتعرضت خمس مستشفيات على الاقل تقع في محافظات حماة (وسط) واللاذقية (غرب) وادلب (شمال غرب) بالاضافة الى مستشفيين في حلب (شمال) لغارات روسية منذ مطلع الشهر الحالي، بحسب الجمعية وناشطين والمرصد السوري لحقوق الانسان. لكن روسيا نفت بشدة الخميس صحة هذه التقارير. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحافي "اريد ان انفي كل هذه المعلومات". ودعا رئيس الجمعية الدكتور احمد طرقجي "المجتمع الدولي الى استخدام كافة الوسائل اللازمة لوضع حد لهذه الهجمات على المدنيين ومنع اي استهداف جديد لمرافق الرعاية الصحية في سورية". وتشن موسكو منذ الشهر الماضي ضربات جوية على سورية تقول انها تستهدف "المجموعات الارهابية"، لكن الغرب يتهمها بعدم التركيز على تنظيم داعش، بل استهداف مجموعات المعارضة الاخرى التي يصنف بعضها في خانة "المعتدلة". تجريم "البراميل المتفجرة" علن السفير الفرنسي في الامم المتحدة فرنسوا ديلاتر في وقت متأخر من مساء الخميس ان بلاده ستطرح قريبا بالاشتراك مع بريطانيا واسبانيا مشروع قرار امام مجلس الامن لادانة القصف بالبراميل المتفجرة في سورية. وبحسب دبلوماسيين فان مشروع القرار سيوزع على اعضاء المجلس قبل انتهاء الشهر الجاري. وقال السفير الفرنسي خلال جلسة لمجلس الامن خصصت لبحث الاوضاع في الشرق الاوسط ان "مناطق بأسرها هي اليوم تحت نيران القصف العشوائي للنظام، ولا سيما بالبراميل المتفجرة"، مشيرا الى ان هذا القصف يسرع فرار السوريين من بلدهم. واضاف ان "على اعضاء مجلس الامن مسؤولية ان يأخذوا فورا اجراءات لوقف استخدام هذا السلاح المروع في سورية". واكد ديلاتر ان "فرنسا ستقدم قريبا مع اسبانيا وبريطانيا مقترحات ملموسة بهذا الصدد الى شركائها". وبدأت باريس منذ اشهر عديدة مشاورات غير رسمية مع شركائها حول هذا الملف، ولكن موسكو تبدو مترددة ازاء صدور أي قرار عن مجلس الامن بهذا الصدد وحتى الآن لم تتم صياغة اي نص بشأنه. ويتهم الغرب النظام السوري بشن هجمات بواسطة البراميل المتفجرة ولا سيما بالقائها من مروحيات. وسبق للامم المتحدة ان اصدرت قرارات تدين الهجمات ضد المدنيين ولكن هذا النص، اذا رأى النور، سيكون اول قرار يخصص تحديدا لهذا النوع من القصف. من جهة ثانية وجه السفير الفرنسي انتقادات شديدة الى الاستراتيجية الروسية في سورية حيث تشن موسكو غارات على مواقع للمعارضة بهدف تعزيز مواقع قوات حليفها الرئيس بشار الاسد. وقال ديلاتر ان "دعم بشار الاسد من اجل التصدي للارهابيين هو حل خاطئ لن يؤدي الا الى تعزيز داعش واطالة امد المأساة". وأضاف ان "الامر ليس فقط خطأ اخلاقيا بل هو ايضا غلطة في الاستراتيجية سيدفع ثمن تداعياتها بصورة دائمة الشعب السوري والشرق الاوسط بأسره وما بعده". بدورها اعتبرت السفيرة الاميركية في الامم المتحدة سامنثا باور ان الحملة الجوية الروسية في سورية "فاقمت الوضع الخطر اصلا" في هذا البلد وستؤدي الى اطالة امد النزاع عبر تعزيز قوات النظام على حساب مجموعات تقاتل تنظيم داعش". واضافت "منذ بدأت روسيا غاراتها والوضع يتطور لمصلحة تنظيم داعش، المدنيون يفرون مرعوبين وداعش يسيطر على مزيد من الاراضي". موجة لاجئين جديدة قال مدير الشرق الاوسط في مفوضية الامم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أمين عواد أمس الجمعة إن الضربات الجوية الروسية وتصاعد القتال حول مدينة حلب السورية ساهما في "نزوح نشط" لنحو 50 الف لاجئ لكنه لم يسهم كثيرا في الخروج الجماعي للاجئين من البلاد. وقال ايضا ان عدد النازحين داخل سورية انخفض إلى 6.3 ملايين من 7.6 ملايين ربما للجوئهم إلى أوروبا وأيضا لان الاحصاء الاخير لم يشمل عددا كبيرا من الناس. وقالت المنظمة الدولية للهجرة أمس الجمعة ان الهجرة الى اليونان زادت الى 48 الفا خلال خمسة ايام انتهت في 21 اكتوبر تشرين الاول وهو اعلى زيادة اجمالية في اسبوع هذا العام حتى الان مما يرفع عدد المهاجرين الذين وصلوا الى اوروبا بعد عبروهم البحر المتوسط الى 681 الف شخص.