لايزال النقاش محتدماً في ألمانيا حول مسألة اللاجئين، وترى الخبيرة الألمانية، نايكا فروتان، أن بلادها بوضع اقتصادي جيد، يسمح لها باستقبال المزيد من المهاجرين. وتعتقد المتخصصة في شؤون الاندماج، أن الهجرة ضرورية لمستقبل ألمانيا. وفي مايلي مقتطفات من الحوار الذي أجرته معها مجلة دير شبيغل الألمانية: ■اللاجئون يشكلون تحدياً كبيراً بالنسبة للسلطات الألمانية، أليس كذلك؟ ■■الأمر يتعلق بالسياسيين الذي لم يحسنوا التعامل مع الوضع المستجد. المواطنون الألمان بعثوا رسالة واضحة تقول يمكننا استيعاب اللاجئين، لقد سجلت منظمات الإغاثة ارتفاع في عدد المتطوعين بنسبة تصل إلى 70%. ■هل يمكن القول إن هناك دعماً شعبياً للاجئين؟ ■■في بداية سبتمبر الماضي، أشارت استطلاعات الرأي إلى أن 62% من الألمان يرون أن بإمكان بلادهم استيعاب هذا العدد الكبير من المهاجرين، لكن النسبة تراجعت في الأسابيع الماضية، وذلك نظراً لحالة عدم الوضوح الذي أعقب العودة إلى مراقبة الحدود وهذا أمر يخيف الألمان، إنهم يرون تصرفات النخبة السياسية المتناقضة. من خلال أبحاثنا توصلنا إلى أن ثلث الألمان، تقريباً، لديهم نظرة إيجابية تجاه اللاجئين، في حين أن الثلث الآخر يرفض استقبالهم. ■انفتاح ألمانيا على اللاجئين هو الأكبر في أوروبا، لمَ ذلك؟ ■■هذه هي الحال، ذلك بفضل الوضع الاقتصادي الجيد ومعدلات البطالة المنخفضة، الأمر الذي يجعل من السهل التصرف بكرم إزاء الوافدين الجدد، كما اننا ندرك ضرورة المهاجرين لدفع عجلة الاقتصاد، من الهجرة لن نتمكن من المحافظة على نظام التقاعد بحلول 2030. ■هل تعتقدين أن برلين لعبت دور الشرطي السيئ في أزمة اليونان؟ ■■احتمال.. هناك عامل أساسي يجب أخذه في عين الاعتبار، يوجد نوع من الخمول (السياسي) في ألمانيا. العديد يرون في سنوات (أنغيلا) ميركل أعوام ركود. مسألة اللاجئين توفر فرصة لكسر الرتابة. الكثير من المتطوعين لمساعدة اللاجئين يقولون إن الهدف ليس إنسانياً فحسب، ولكن لإعادة تشكيل المجتمع. ■هل تريدين القول أن لا وجود لأزمة لاجئين؟ ■■بالطبع هناك أزمة، عندما يجبر 60 مليون إنسان حول العالم على ترك منازلهم، فإن ذلك خطأ. كما أننا أمام غياب الوسائل لمعالجة هذه المأساة العالمية. في 2013، حذرت المفوضية الأوروبية من أن كارثة إنسانية على الأبواب. وعندما يقول وزير الداخلية الآن أن لا أحد بإمكانه أن يتنبأ بما يحدث، فهذا غير صحيح. ■لكن أنغيلا ميركل تعبر عن ثقتها في كل مرة؟ ■■في الوقت ذاته، تحضر حكومتها تدابير لتقييد اللجوء، لم تعرفها البلاد منذ سنوات. الائتلاف الحاكم يتجاهل المشاعر الأخلاقية والمعنوية التي يكنّها الألمان للاجئين.