على مدى العقود الأخيرة، أصبحت الكاميرا سلاحاً في يد صاحبها، لتوثيق لحظات وأحداث، وتخطت ذلك بأن أصبحت مغيرة لمجرى تاريخ أصحابها، لحظة ضغط المصوّر زر الكاميرا. ونشرت صحيفة "هافنغتون بوست عربي" خمس صور، تسببت في أحداث مهمة غيّرت حياة ملتقطيها والأشخاص الذين التُقطت لهم. - صور ستة جنود أميركيين في اليابان: رفع ستة جنود العلم الأميركي خلال الحرب العالمية الثانية في العام 1945 على جزيرة أيو جيما اليابانية، حيث استخدمت الحكومة الأميركية الصورة لتحفيز الشعب بفكرة قرب الانتصار في الحرب. لكن الحرب قضت على ثلاثة من هؤلاء الجنود، فأعفت الحكومة الثلاثة الآخرين من الخدمة العسكرية، حتى لا يعتقد الشعب أن كل من يشارك في الحرب يموت. ووافق اثنان على قرار الإعفاء في حين رفض الثالث التوقف عن القتال، ما اضطر الحكومة إلى فصله، فعاش بعدها عمراً طويلاً يشعر بالندم. - صورة رجل إطفاء يحمل رضيعة محترقة: جلبت هذه الصورة المتاعب لمنسق سلامة العاملين في أوكلاهوما، والتي التُقطت خلال أحداث تفجيرات المكتب الفيديرالي في العام 1995، لرجل إطفاء يحاول إنقاذ رضيعة محترقة، توفيت في ما بعد إثر الحروق البالغة على جسدها. وقامت إحدى المجلات بشراء الصورة منه مقابل مبلغ 15 ألف دولار لنشرها على صفحتها الرئيسة، إلا أن الشركة التي يعمل معها قامت بطرده، لأنه التقط الصورة أثناء ساعات عمله، بالكاميرا الخاصة بالشركة، وقام ببيعها من دون موافقتها. - صورة طفلة سودانية والنسر خلال مجاعة السودان: جذبت هذه الصورة اهتمام العالم بأكمله بعدما التقطها المصور كيفين كارتر، لطفلة سودانية تعاني من الجوع خلال مجاعة السودان في العام 1993، وخلفها نسر ينتظر اللحظة المناسبة للانقضاض عليها. وقام كارتر بإزاحة النسر بعيداً من الفتاة ثم تركها، إلا أنه لم يسلم من انتقادات المجتمع، لأنه لم ينقذها من الجوع. كما حاز كارتر جائزة بوليتزر على هذه الصورة، والتي كانت أحد أسباب انتحاره بعد ذلك بثلاثة أشهر، إذ قام بخلع خرطوم العادم في حديقة عامة وتوصيله بالسيارة من الداخل، ليموت نتيجة التسمم بغاز أول أكسيد الكربون. وترك كارتر رسالة يقول فيها: "أنا مكتئب، بلا هاتف، بلا مال للإيجار، بلا مال لدعم الأطفال، بلا مال لدفع الديون.. المال! أنا مسكونٌ بالذكريات الحية عن عمليات القتل والجثث والغضب والألم.. وتجويع أو جرح الأطفال من زنادات المجانين السعداء، وفي كثير من الأحيان من الشرطة ومن القتلة الجلادين.. لقد ذهبت للانضمام إلى كين، إذا حالفني الحظ"، في إشارةٍ إلى صديقته التي توفيت قبل ذلك بقليل. - إلقاء القبض على أحمد بسبب اختراعه ساعة منزلية: ألقت الشرطة القبض على الطفل الأميركي من أصل سوداني، أحمد الحسن محمد، والذي يبلغ من العمر 14 عاماً، بعد اختراعه ساعة منزلية وعرضها على معلميه في مدرسة ماك آرثر، حيث ظنوا أنها قنبلة. وأثارت صورة القبض على أحمد غضباً واسعاً على الشبكات الاجتماعية، وانتقاداً لمصطلح "الإسلاموفوبيا"، حتى تم كشف الحقيقة وراء القبض على الصبي. - صورة لاجئ سوري في لبنان يبيع الأقلام وهو يحمل ابنته: أزاحت صورة السوري عبدالحليم العطار الستار عن الكثير من صور معاناة اللاجئين السوريين، مستعطفة العالم. ويظهر في الصور العطار وهو يبيع الأقلام عند إشارة مرور في لبنان، حاملاً طفلته النائمة على كتفه. وقام الآيسلندي جيسور سيمونارسون بإنشاء حملة تبرعات على الشبكات الاجتماعية لمساعدة العطار، فتمكن من جمع 155 ألف دولار، غيّرت حياة العطار بإنشائه مطعمين في لبنان، يعمل بهما 24 لاجئاً سورياً.