أمل القضيبي قد يكون مكاناً أو زماناً، طعاماً أو شراباً، وجوهاً عابرة في ذاكرتي، أناساً التقيتهم يوماً، دموعاً سكبتها، مواقف محرجة عشتُها، أطفالاً لاعبتهم، قمراً ونجوماً سهرت معهم، لذة ذقتها أكُفاً صافحتها، قلوباً ودعتها .. كل هذه لم تغب عن مخيلتي، ثمة ما يبعث فيها الحنين. هل تستطيع أن تدفن ذاكرة تزخر بكل شيء هي أشبه بالمحار الذي يحتفظ بلؤلؤة غالية. لا تنتظر سوى أخذها وتقليب النظر فيها وبجمالها تمر على الإنسان مراحل عمرية ينسى فيها كل شيء، وفي حين غفلة منه تبدأ بعض الذكريات تتداعى بين يديه، فيذكر مواقف كثيرة في البيت والشارع والمدرسة وغيرها. شيء ما يوقظ هذه الذاكرة التي حسبناها هرمت رشة عطر، قطرة مطر، رؤية قمر ، رحلة سفر ، ذكريات معجونة بأحاسيسها وعواطفها، بحلوها ومرها، بأُناسها الذين غادرونا، والذين ما زالوا يستوطنون قلوبنا. همسة : « صدقني .. نحن لا ننسى أبداً .. ولكن نغمض أعيننا قليلاً لكي نستطيع أن نعيش»