تذكر الصحف أن الشاب المسلح الذي اقتحم أحد البنوك في جيزان وقتل اثنين وجرح آخرين، كان ابنا لمعلم، لكن ذلك المعلم لم يفلح في أن يجنب أولاده خطر الوقوع في شباك الانحراف الفكري، كل ما استطاع أن يفعله لهم هو أن يتبرأ من اثنين منهم لعدم رضاه عما كانا يفعلانه، فكانت نتيجة التبرؤ أن ترك الابن الجاني لنفسه حتى وقع فيما وقع فيه. أما كان بإمكان هذا الأب أن يطلب من الجهات المختصة أن تعينه على حماية ابنه من شر نفسه التي تزين له السير في طريق الضالين؟ إنه لو فعل ذلك لما بلغ الحال بابنه هذا المبلغ التعيس ولنجا من المصير المؤلم الذي ساقه إليه حمقه. قبل أيام تداولت بعض وسائل الإعلام خبر الأم التي أبلغت الجهات الأمنية عن ابنها لما عرفت أنه واقع تحت التأثير الداعشي، كانت أما عاقلة حكيمة، أرادت حماية ابنها من الوقوع في عداد القتلة والسفاحين، فلجأت إلى التبليغ عنه لما أدركت عجزها عن حمايته بنفسها. لقد أكبرت تلك الأم، ورحمت قلبها الذي لا أشك أنه كان يتفطر حزنا وألما لما آل إليه حال ابنها الذي وضعها أمام خيارين مرين، كان عليها أن تختار أهونهما. لا أحد ينكر أنه من القاسي جدا على الوالدين التبليغ عن ابنهما الواقع تحت تأثير فكر ضال، فهما يظلان ينتظران بلا يأس أن يرشد وأن يهتدي وأن يؤوب يوما إلى الصواب، فلا يبلغان عنه خشية تعريضه للسجن والتحقيق وما يلحق بذلك من شدة وغلظة وعقوبات يشفقان على ابنهما منها. ولعله لا أحد يلوم الوالدين على عاطفتهما تلك فهي عاطفة غريزية أنبتها الله سبحانه في قلوب الآباء والأمهات فلا أحد أرحم منهما على أولادهما. لكن تلك الرحمة وحدها بلا نظرة أبعد وتبصر أعمق لما قد يحدث لذلك الابن خلال فترة الانتظار أن يهتدي ويرشد بنفسه، قد يكون ضررها على الابن أشد وأغلظ مما لو أنهما أبلغا السلطات الأمنية عنه، فطالما أنهما أخفقا في تربيته تربية تبني عنده القدرة الذاتية على التمييز بين الصواب والضلال حتى تشابهت عليه الأفكار وانغمس فيما انغمس فيه، فإنهما الآن من باب أولى، بعد أن كبر وشب عن الطوق لن يستطيعا إنقاذه من الانزلاق إلى منحدر الجريمة وحمايته من الوقوع في الشر، لذلك يكون من الإحسان إليه أن يبادر الوالدان إلى الابلاغ عنه، إنهما بذلك ينقذانه من سوء الخاتمة في الدنيا وسوء الجزاء في الآخرة. اللهم اهد شبابنا وأنر بصائرهم وألهمهم الرشد كي يروا الحق حقا فيتبعوه، ويروا الباطل باطلا فيجتنبوه. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 738303 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة