لندن، بيروت، دمشق - «الحياة»، أ ف ب - قصفت مقاتلات التحالف الدولي- العربي مقار قيادة ومراقبة تابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في العراق وشمال شرقي سورية، مع استمرار التركيز على ضرب مصافٍ للنفط تخضع للتنظيم في سورية، في وقت هدّدت «جبهة النصرة» بـ «بركان» واستهداف «كل العالم». (للمزيد) ووضع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خريطة طريق لمحاربة «داعش» وكل المنظمات الإرهابية، لكن لعبة عضّ أصابع مستمرة بين أنقرة وواشنطن لتحسين شروط التفاوض وقبول إقامة «منطقة آمنة» شمال سورية، في وقت اتخذ الأردن إجراءات لحماية حدوده مع سورية. وأقرّ الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس بأن الولايات المتحدة لم تتوقع أن يؤدي تدهور الوضع في سورية إلى تسهيل ظهور مجموعات إسلامية متطرفة وخطيرة على غرار «الدولة الإسلامية». وفي مقابلة مع شبكة «سي بي أس نيوز» قال أوباما إن مقاتلي تنظيم «القاعدة» القدامى الذين طردتهم الولايات المتحدة وقوات عراقية من العراق، تمكنوا من التجمع في سورية ليشكلوا تنظيم «داعش». ووصف أوباما سورية بأنها «بؤرة الجهاديين من أنحاء العالم»، وقال: «أعتقد أن رئيس أجهزة الاستخبارات جيم كلابر أقر بأنهم لم يحسنوا تقدير ما حصل في سورية» وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الضربات الجوية في سورية أصابت أربع مصافٍ للنفط يسيطر عليها «داعش» ليصل عدد المصافي المستهدفة إلى 12 منذ بدء الغارات الثلثاء الماضي، ما أدى إلى توقف استخراج النفط، إضافة إلى مركز قيادة ومراقبة. وجاء في بيان للقيادة الأميركية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى (سنتكوم) : «رغم أننا نواصل تقويم أثر هذه الهجمات، إلا أن المؤشرات الأولى تدل على أنها كانت ناجحة». وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «طائرات تابعة للتحالف قصفت منتصف ليل السبت - الأحد ثلاث مصافي نفط محلية وهدفاً رابعاً، في منطقة تل أبيض الحدودية» في الرقة شمال شرقي البلاد قرب حدود تركيا، لافتاً إلى أن تنظيم «داعش» قصف مدينة عين العرب (كوباني) الكردية بـ 11 قذيفة. وأكد البنتاغون أن «ثلاث غارات جوية قرب الفلوجة أدت إلى تدمير مركزَي مراقبة تابعَين للدولة الإسلامية وآلية نقل تابعة للتنظيم» في العراق، وتحدثت مصادر في الموصل عن قصف مقاتلات أميركية مواقع لـ «داعش» في قضاءي سنجار والبعاج (غرب) طوال ليل السبت - الأحد، ما أوقع عشرات القتلى والجرحى في صفوف التنظيم ودمّر آليات. وقال نائب رئيس مجلس المحافظة فالح العيساوي إن «القصف الأميركي اقتصر على مواقع المسلحين في حديثة والقائم، ولم يطاول عمق المدن». وأشار إلى أن «الغارات على الفلوجة شنّها طيران الجيش العراقي». ونفّذت مقاتلتان بريطانيتان أولى مهمات الطيران الحربي البريطاني في العراق. وقال ناطق باسم وزارة الدفاع في لندن إن «المقاتلات التابعة لسلاح الجو الملكي، وبعد موافقة البرلمان، تحلّق في الأجواء العراقية استعداداً للإغارة على قواعد داعش». واتهم زعيم «جبهة النصرة» ابو محمد الجولاني «داعش» بتوفير «حجة لاميركا للتدخل في سورية»، قائلا ان أميركا ستقف على شفير بركان بتدخلها في المنطقة. وكان «أبو فراس السوري» الناطق باسم «النصرة» قال: «نحن في حرب طويلة (...) لن تنتهي بأشهر ولا بسنة ولا سنوات. نحن في حرب ربما تطول عقوداً من الزمن». واعتبر أن دول التحالف «قامت بعمل شنيع سيجعلها في قائمة المستهدفين من القوات المجاهدة في كل العالم». وأفاد موقع «سايت» الأميركي بأن جهادياً أكّد على حسابه على «تويتر» مقتل زعيم «خراسان» محسن الفضلي القيادي المخضرم في «القاعدة» والقريب من «النصرة» والقيادي «أبو يوسف التركي». وكانت واشنطن أعلنت أن عناصر «جماعة خراسان» كانوا يستعدون لشنّ «هجمات كبيرة» في الولايات المتحدة وأوروبا. وكشف الرئيس التركي بدء العمل على «خريطة طريق» جديدة للتصدي لـ «داعش» وكل الفصائل الإرهابية، داعياً البرلمان التركي إلى تجديد الإذن بتحرك الجيش في مهمات خارج الحدود، وقبول مذكّرة الحكومة الخاصة بذلك التي ستطرح على التصويت في 2 من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. وقال مسؤولون أتراك إن أنقرة وواشنطن متفقتان على ضرورة العمل ضد «داعش»، لكن عضّ الأصابع مستمر مع واشنطن للحصول على ضمانات أميركية قويّة لأن أنقرة متمسّكة بإسقاط نظام بشار الأسد. كما تطالب بإقامة منطقة آمنة وحظر جوي شمال سورية. وقال «المجلس الوطني السوري» المعارض في بيان إن «إنشاء منطقة آمنة في سورية، يحفظ أمن السوريين وحياتهم ويوقف جرائم الإبادة من النظام». على صعيد آخر أفادت مواقع إلكترونية سورية بأن حافظ مخلوف ابن خال الأسد، الذي أعفي من منصبه مسؤولاً عن أمن دمشق قبل نحو أسبوعين، غادر دمشق إلى دول حليفة للنظام.