انطلقت أمس الثلاثاء فعاليات مهرجان كتارا الرابع للمحامل التقليدية (السفن القديمة)، في أجواء فلكلورية وتراثية تصور الحياة البحرية التي كان عليها أهل قطر والخليج قبل اكتشاف النفط. وقد شهد انطلاقة المهرجان الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والممثل الشخصي لأمير قطر الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني، ووزير الثقافة القطري وعدد من السفراء والمسؤولين والمهتمين. وقال وزير الثقافة والفنون والتراث القطري حمد بن عبد العزيز الكواري في تصريح صحفي إن مهرجان كتارا للمحامل التقليدية من أهم المهرجانات التراثية التي تشهدها قطر لارتباطه بالبحر الذي كان موردا اقتصاديا ومصدر عيش لأهل الخليج. وأضاف الكواري أن المهرجان يعكس الحياة البحرية والعادات والتقاليد الاجتماعية التي كانت سائدة آنذاك في المجتمع القطري. المهرجان يسلط الضوء على الحياة البحرية لسكان الخليج قبل النفط(الجزيرة) الحياة البحرية من جانبه، كشف مدير عام المؤسسة العامة للحي الثقافي خالد السليطي -في تصريح للجزيرة نت- أن هذه النسخة من مهرجان كتارا للمحامل التقليدية ستعرف توجه محمل (سفينة) خاص للهند، على غرار محمل "فتح الخير" الذي قام العام الماضي برحلة ناجحة إلى بنادر الخليج العربي. وأكد مدير عام الحي الثقافي أن المهرجان يعرض محامل على نفس الصورة والشكل اللذين كانت عليهما السفن في الأربعينيات والخمسينيات، حتى يتعرف جيل اليوم على حياة الآباء والأجداد وظروف العيش قبل اكتشاف النفط والغاز في دولة قطر والخليج. وأبرز خالد السليطي أن كتارا تحرص على تعزيز وخدمة التراث من خلال الفعاليات التي تنظمها والكتب التي تصدرها في هذا المجال، ومنها الكتاب الأخير "معجم مصطلحات الغوص على اللؤلؤ والحياة البحرية في الخليج"، والكتاب التوثيقي "قطر وتراثها البحري"، وكتاب "القلاع والحصون والأبراج بقطر"، وكتب أخرى. وأشار مدير عام كتارا إلى أن المهرجان يهدف إلى التعريف بمفردات التراث القطري والخليجي، مع الانفتاح على مختلف ثقافات العالم، وفتح جسور التواصل مع قنوات أخرى للثقافة والمعرفة. مسابقات تراثية بدوره، أكد رئيس اللجنة المنظمة لمهرجان المحامل التقليدية أحمد الهتمي في تصريح للجزيرة نت أن هذه الدورة تركز على المسابقات التراثية نظرا للإقبال الذي تعرفه من المهتمين. وأوضح الهتمي أن النسخة الرابعة تشهد مشاركة أكثر من خمسمائة متنافس في مسابقات التجديف والغوص على اللؤلؤ والشراع التقليدي والغيص (كتم النفس تحت الماء)، منوها بمشاركة مائة محمل تقليدي في مسابقة أجمل محمل في دول الخليج العربي. ولفت الهتمي إلى أن الدورة المقبلة ستعرف مشاركة سفن تقليدية من ألمانيا وتركيا واليابان تعزز المشاركة الدائمة في الدورات السابقة لمحامل من الهند وزنجبار، مشيرا إلى أنه سيتم خلال هذه الدورة الكشف عن موقع تراثي بحري تم ترميمه ويبعد عن موقع المهرجان مسافة ربع ساعة بحرا. ويعرض على هامش المهرجان مساء كل يوم أوبريت غنائي بعنوان "الطبعة"، وهو عمل فني للمخرج فيصل التميمي مستوحى من قصة واقعية حدثت في قطر عام 1925، عندما غرقت سفن الغوص على اللؤلؤ في مياه الخليج إثر تعرضها لرياح عاتية. ويشارك في معرض المهرجان -الذي يختتم في 22 نوفمبر/تشرين الثاني- نحو أربعين عارضا يؤثثون القرية التراثية التي صُممت هذا العام وفق طراز مستلهم من العمارة القطرية القديمة، كما يشتمل المهرجان على العديد من الفعاليات والأنشطة والمسابقات، منها عروض الحِرف البحرية والفرق الشعبية وورش ثقافية للأطفال والعائلات.