العنوان عبارة مديح شعبية، لأنه يقل من يرفضه. "العِدّ" البئر الوافرة الماء. كذلك يُطلق عليه - عند الشعراء فيما أظن - مفردة "عيلم". وقيّض الله لبعض أنواع التربة أن تُسرّب الماء إلى جوف الأرض قبل أن يتبخّر. ويوجد في الصحارى مصادر إرواء يقال لها "الدحول" الواحد منها "دحل" ويزعم الكثير أنها نتجت عن نجم هوى، لأنه لا يُعرف من حفرها وسط تلك البيد. عندما استطاع قاطن الجزيرة العربية أن ينتصر - ولو بعض الانتصار - على الشح المائي وعلى القلة والندرة اللتين قادتا الى النزاع والحروب، كانت أدواته بسيطة وتدار بعضلاته بقوة وثقة. وقد أعطى كل فصل حقه، فانتظر سحب المواسم وتغزل بمقدمها، مع أننا لم نسمع الكثير من الغزل بالآبار التي كان قد تعب في حفرها، لكننا سمعنا النخوة والاستماتة في الدفاع عنها أو استغلالها بواسطة غير صاحب الحق. والمقلق فيما يكتب الآن عن حالة الإرواء في بلادنا أنها قد تصل الى مرحلة تكون معها اعتمدت اعتمادا كليا على التحلية التي لا تأتي الا بواسطة طاقة ومعدات تعتمد بشكل كلي على الادارة والصيانة وقطع الغيار والتعمير الدوري والتحديث وربما الصقل والتلميع. ومع أن الأمطار وتكوينها هي عملية تحلية ربانية، فقد غابت - ربما لحكمة إلهية - عملية التحلية أو جعل البحر أحد مصادر الإرواء التي يلجأ الناس اليها. صحيح أن تحلية المياه المالحة عملية لجأنا اليها عند شح المياه الجوفية، وعند عدم ايفاء المتوفرة منها بحاجة مدن وعواصم ومصانع ومواسم حج وعمرة، وأخيرا استعملناها اي المياه الجوفية لإرواء أحواض برسيم وحدائق ورود قيل إن بعضها يصدر الى هولندا..!. تجربة الاستنزاف خضناها، وتكسب منها بعضنا الكثير، تمتعوا بالحاضر ونسوا المستقبل، وهذا بإجماع كل من له معرفة بعلم الجيولوجيا واختصاص في اقتصادات المياه من كتبوا ونصحوا. العملية، قصدي التحلية صعبة أمام مخاطر الحروب، أو أمام تعذر الحصول على قطع غيار تساومنا عليها تجمعات صناعية أو دول لا تريد تركيعنا بأسعار برميل النفط وحدها بل بمياه الشرب. لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net