قفزت أسهم غلينكور خلال التعاملات المبكرة في بورصة لندن أمس، بعد الارتفاع الكبير الذي سجلته في هونغ كونغ، بدعم خطة لخفض الديون. وصعدت أسهم الشركة العاملة في مجال السلع بنحو 20% خلال مستهل تداولات أمس في بورصة لندن، قبل أن يتباطأ الارتفاع إلى مستوى 13%. كما ارتفعت أسهم غلينكور في بورصة هونغ كونغ بحوالي 72%، مع توقعات المستثمرين بإمكانية خفض ديون الشركة، وتجاوز الانخفاض الكبير في أسعار السلع عالمياً من خلال بيع بعض الأصول الخاصة بها. وعاودت أسهم شركة غلينكور الغارقة في الديون ارتفاعها ما أعطى أملاً أنها تسير في اتجاه تقليص ديونها بعد أن طرحت شريحة من سنداتها الزراعية للبيع. وكانت أسهم الشركة قد خسرت أكثر من 60% هذا العام متأثرة بالانهيار في أسعار السلع خلال العام، ومخاوف المستثمرين من عدم قدرة شركة التعدين العملاقة التخلص من الديون التي تثقل كاهلها. وتعهدت الشركة السويسرية بخفض صافي ديونها إلى 20 مليار دولار بدلاً من 30 مليارا، وذلك بقيامها بجموعة من الإجراءات منها طرح شريحة من سنداتها للبيع وتقليل إنفاقها الرأسمالي وتعليق حصص مبيعاتها، إضافة الى زيادة تقدر بنحو 2.5 مليار دولار لأسهمها الجديدة التي سيعلن عنها قريباً هذا الشهر وأوردت وكالة رويتر الجمعة الماضي أن غلينكور تجري محادثات مع صندوق التمويل السيادي السعودي ومع الشركة الصينية لتجارة الحبوب، وأيضاً مع الصندوق الكندي للمعاشات التعاقدية وذلك بهدف بيع شريحة من سنداتها. وبحسب وكالة باركلس للانباء فإن الشركة أعلنت أنها بصدد بيع شريحة من سنداتها الزراعية مطلع العام القادم. نتيجة لتلك الإجراءات فقد ارتفعت أسهم غلينكور في بورصة هونغ كونغ بنحو 72%، قبل أن تغلق عند 18%، وفي بورصة لندن ارتفعت أسهم الشركة في بداية تداولاتها بنحو 20%، ثم تراجعت الى نحو 7% لتنتهي عند 107 بنس، وعوضت أسهم الشركة جميع خسائر الأسبوع الماضي، ما دفع بعض الوسطاء إلى القول إن عرض البيع الاخير الذي أعلنته غلينكور مبالغ فيه طالما أن الشركة لديها القدرة على مواجهة انكماش الأسعار. وبعد التغيرات في بورصتي لندن وهونغ كونغ لاحظت الشركة الارتفاعات في المبيعات والاسعار ولكنها قالت انها تجهل الأسباب التي ادت لذلك. وكانت المخاوف من عدم قدرة غلينكور على خفض ديونها بالسرعة المطلوبة لمواجهة الانكماش المستمر في الأسعار قد تزايدت الأسبوع الماضي، حيث سجلت انخفاضاً قياسياً وصل إلى 87%، وهو اقل انخفاض تسجله الشركة منذ طرح أسهمها في 2011. وقال الوسيط المالي في البورصة سانفورد بيرستين إن الديون التي تعاني منها الشركة تعتبر مشكلة ولكنها لا تشكل تهديداً بافلاس الشركة واضاف أنها أزمة تحتاج إلى حل وهذا ماتحاول الشركة القيام به، والاعتقاد بان غلينكور ستواجه مصير ليمان براذرز أمراً لا يلوح بالأفق، في إشارة إلى الإخوة ليمان اللذين انهارت شركتهما في أزمة 2008. وتوقع بيرستين ارتفاعاً في أسهم الشركة يصل ألى 450 بنساً. معززاً تصريحات مسؤولي غلينكور الذين قالوا إن شركتهم لاتزال قوية مالياً وانتاجيةً.