×
محافظة المنطقة الشرقية

العرج: «مؤتمر ثقافة خدمة العملاء»لتغيير الصورة النمطية عن القطاع الحكومي

صورة الخبر

لن نختلف على الطفرة التي حققتها مواقع التواصل الاجتماعي على صعيد الإعلام الرياضي، فقد أصبحت رغماً عن الجميع حاضرة بقوة في كل مراحل صناعة أي خبر في رحلته من المصدر إلى المتلقي، وبحكم أن الرياضة من أكثر المجالات التي تنتج أخباراً وأحداثاً مثيرة للجدل، شأنها في ذلك شأن السياسة، فقد أصبحت مرتعاً خصباً لكل من هب ودب ليدلي بدلوه في كل وأي موضوع، كما أنها صنعت رغماً عن الجميع إعلاماً موازياً يجد رواجاً خاصاً بين رواده من الأفراد والجماعات، ولكن لأن العملية سايبة وليس لها مرجع من أي نوع، فإن الأمر يقتضي الحذر والتروي في التعاطي مع كل ما يتداول في هذه المواقع، لاسيما أن بعضها بأسماء مستعارة وأصحابها لا يعرفون عنها شيئاً، وقد شهدت وتشهد العديد من الشائعات والأخبار المغلوطة، ناهيك عن الملاسنات والتجاوزات التي من شأنها أن تعكر الجو وتكهربه ما بين شخوص ومؤسسات الحركة الرياضية وبعضها. }} إذا توقفنا عند المشهد الذي صار مألوفاً في كل بيت، لكل عضو في الأسرة وهو ممسك بالهاتف ليتواصل من خلال أحد تلك المواقع مع سواه في أقصى بقاع الأرض، في الوقت الذي فقد فيه عملياً التواصل مع كل من حوله في ذلك البيت، سندرك أن هذا التواصل تم على حساب وصال أهم وأقوى داخل الأسرة الواحدة، وهناك اتفاق بين كل المراقبين والمهتمين بتلك الظاهرة على أن عواقب ذلك ستكون وخيمة في المستقبل القريب، لأن كل عضو في الأسرة أصبح له مجتمع خاص به، ومنه يستمد أفكاره وثقافته قبل الأخبار والمعلومات والصور والحكايات التي يتم تداولها بسرعة البرق، والأفكار والثقافات معناهما الاتجاهات والتوجهات. وفي الرياضة حيث الفرق المتنافسة على المسابقات، والأندية المتناحرة على الألقاب والبطولات، والجماهير المتعصبة لكل وأي شيء يخص انتماءها، حدث ولا حرج عن المشكلات والخلافات والفتن والمؤامرات التي ولدت عبر رسالة أو تسريبة أو خبر كاذب أو صورة مصنوعة بالفوتوشوب، ولأن فئة كبيرة من الجمهور ذات ثقافة محدودة، فالمسألة لا تأخذ أكثر من لحظة حتى تجد المستقبل للرسالة يقوم بإرسالها لسواه لتصبح منشورة على الملأ، وطبعاً الحال يختلف كثيراً عندما تصل مثل هذه الرسائل إلى إنسان واعٍ يبحث عن المصداقية أو عاقبة المشايرة مع باقي أعضاء الجروب الذي ينتمي اليه، ولكن، حقاً وللأسف، نسبة الواعين قليلة. }} الموضوع خطر والله، وقد نفيق ذات يوم على مشكلة أكبر مما نتصور، لأن هناك من يقومون بتعكير المياه وتسميم الأجواء، ولن أتوقف الآن عند القصد والوعي من عدمه، لأن المحصلة واحدة في النهاية، ولنا أن نراقب ما يحدث على صعيد مشجعي الأندية التي يجمعها ديربي أو كلاسيكو أو ندية ما، من رسائل تحريض وشحن وتسخين لذويهم ومن سباب وقذف وتطنيز على منافسيهم، حتى ندرك أن بين أيدينا قنبلة موقوتة. ولا نملك إلا التحذير ودق ناقوس الخطر مما يتداول في مواقع التواصل التي أصبحت من خلال محتواها جديرة بمسمى مواقع التنافر الاجتماعي.