كشفت مصادر ميدانية خاصة لـ«الشرق الأوسط» معلومات تتعلق بوجود ضباط عسكريين إيرانيين يقاتلون إلى جانب الحوثيين في عدن، وبمحاصرة قيادي حوثي بارز في منطقة التواهي التابعة لعدن، يعتقد أنه عبد الخالق الحوثي، شقيق زعيم المتمردين، عبد الملك الحوثي. وقالت هذه المصادر، نقلا عن أحد الأسرى من القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، إن اشتباكات دارت بين مجموعة موالية لهادي وأخرى حوثية في التواهي قرب النفق المؤدي إلى ساحل «جولد مور» وأن تلك الاشتباكات أدت إلى مقتل وجرح واسر عدد من المقاتلين من الطرفين، وقال أحد الضباط الجنوبيين إنه وقع في أيدي الحوثيين وإن من حقق معه ضابط إيراني عبر مترجم وسأله عن عدد القوات المؤيدة للشرعية في عدن ومناطق وجودها ونوعية السلاح المستخدم. وأضاف الضابط أنه أبلغهم أن العدد كبير وأن كافة أنواع الأسلحة بحوزة هذه القوات وطالبهم بالاستسلام، وقد تمكن الأسير من الفرار وهو مقيد اليدين، عندما اندلعت اشتباكات بين الحوثيين وقوات هادي. وتحدثت مصادر «الشرق الأوسط» عن العثور على ضابط إيراني مصاب بإصابة بليغة في التواهي (الجبل) وأنه فارق الحياة وقد كان يتمتم بكلمات ولغة غير مفهومة. كما كشفت المصادر عن وجود قيادي حوثي بارز في التواهي ومحاصر في إحدى البنايات وأنه جرى إبلاغهم بالاستسلام خلال 24 ساعة، وتفيد المعلومات بأن هذا القيادي هو عبد الخالق الحوثي وأنه محاط بنحو ما بين 70 و80 مسلحا، وأنه كان يشارك في المواجهات بمنطقة العروسة في التواهي وهو يعتلي صهوة خيل، وأن حصانه أصيب، وقد اضطر والمجاميع التي معه إلى اللجوء إلى الجبل قرب النفق المؤدي إلى ساحل «جولد مور». وكشفت المصادر، أيضا، أن المحاصرين في تلك المنطقة من التواهي، إلى جانب عبد الخالق الحوثي، ضباط إيرانيون وضباط كبار في الحرس الجمهوري السابق من الموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح. وقال مصدر «الشرق الأوسط»: «أسرنا اثنين من المقاتلين الحوثيين وقد أقنعنا أحدهم بالذهاب إلى أصحابه ليبلغهم طلبنا بأن يستسلموا، لأن عدن باتت محررة بالكامل وليس لديهم طريق للفرار». وأضاف: «وضعنا الأسير بالقرب من المكان الذي يتحصن فيه الحوثيون وهناك خاطبهم بمبكر صوت بالاستسلام، غير أنهم ردوا عليه بأن علينا نحن (قوات هادي) الاستسلام». وأردف مؤكدا أن عناصر الميليشيات المحاصرين «أطلقوا النار على صاحبهم واردوه قتيلا، بعد أن حاول إقناعهم بالاستسلام». وأشار المصدر إلى أن تلك المجاميع الحوثية يصل عددها إلى زهاء الـ100 شخص، وإلى أنها محاصرة ولا تملك الذخيرة أو المواد الغذائية للصمود. وقال: «لقد صعدوا إلى الجبل (التواهي) بأسلحتهم الشخصية وتركوا كافة معداتهم العسكرية الثقيلة وراءهم، وهذه الأسلحة هي التي كانوا يقصفون بها من التواهي على ميناء ومصافي النفط في البريقة». وذكرت مصادر محلية في عدن، أمس، أن قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، قامت بعملية إنزال قوات ومعدات عسكرية كبيرة في مديرية البريقة تحت غطاء جوي مكثف، وقالت مصادر في المقاومة الشعبية الجنوبية في عدن لـ«الشرق الأوسط» إن تلك القوات المجهزة، بصورة كاملة، وبمعدات عسكرية حديثة ومتطورة، سوف تساهم، بشكل مباشر، في تأمين مدينة عدن، إضافة إلى مشاركتها في استمرار عملية «السهم الذهبي» التي أطلقتها قوات التحالف بالمشاركة مع القوات الموالية لهادي والمقاومة الشعبية، الأسبوع الماضي، والتي أسفرت، حتى اللحظة، عن تحرير مدينة عدن من الميليشيات الحوثية وقوات صالح. وأشارت المصادر الخاصة إلى أن العملية تتضمن عددًا من المراحل بينها تطهير عدن وتحرير محافظتي لحج وأبين، وضمنها «قاعدة العند» العسكرية الاستراتيجية، التي تشهد المناطق القريبة منها، مواجهات عنيفة، بين المقاومة الشعبية الجنوبية، من جهة، والميليشيات الحوثية والقوات الموالية للمخلوع صالح، من جهة أخرى. في السياق ذاته، تخوض القوات الموالية للشرعية الدستورية ومعها المقاومة الشعبية مواجهات، على أكثر من جبهة، من أجل تصفية جيوب الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع في داخل مدينة عدن، وأيضا، وقطع طرق الإمدادات لتلك القوات. وقالت مصادر محلية في عدن ولودر بمحافظة أبين الجنوبية لـ«الشرق الأوسط» إن الساعات الـ48 الماضية، شهدت مواجهات عنيفة بين المقاومة الشعبية في تلك المديرية والحوثيين وقوات صالح، وإن الإمدادات تصل مدينة عدن المحررة عبر طريق البيضاء - أبين - عدن، وبحسب المعلومات، فإن المقاومة تسعى للسيطرة على تلك الطريق التي تقع فيها «عقبة ثرة» الاستراتيجية التي سبق واستخدمتها قوات صالح في حرب صيف عام 1994، في حربها ضد الجنوب وسيطرتها على عدن، وقد قامت قوات التحالف بتنفيذ سلسلة غارات مكثفة على مواقع الميليشيات الحوثية في مديرية لودر والمناطق المجاورة، وشددت مصادر محلية على ضرورة تقوية هذه الجبهة من قبل القوات الموالية لهادي والمقاومة ومن قبل قوات التحالف «وذلك لقطع شريان الإمدادات للقوات الغازية الموجودة في بعض مناطق عدن». وترى تلك المصادر أن تأمين طريق الضالع - لحج إلى عدن: «لا يكفي ولا بد من تأمين طريق أبين». في هذه الأثناء، تبنت القوات الشعبية الموالية للشرعية التي تطلق على نفسها تسمية «مقاومة آزال»، سلسلة من العمليات العسكرية التي استهدفت الحوثيين وقوات صالح في صنعاء وذمار، خلال الماضية، وقالت هذه المقاومة إن مسلحيها نفذوا هجومين منفصلين، الأول استهدف تجمع الميليشيات الحوثية قبالة البنك المركزي، جوار «جسر الصداقة»، بميدان التحرير بقلب العاصمة، وأسفر عن سقوط 6 قتلى وجرح عدد آخر، والثاني استهدف تجمعا مماثلا في «جولة الجمنة» بشمال العاصمة، وقتل وجرح فيه عدد من المسلحين. وقال المكتب الإعلامي لمقاومة آزال إن 21 مسلحا حوثيا قتلوا في عملياتها في العاصمة صنعاء خلال شهر يوليو (تموز) الجاري، كما تبنت المقاومة في «إقليم آزال» سلسلة من الهجمات في محافظة ذمار، بجنوب صنعاء. وكانت العاصمة اليمنية شهدت، الليلة قبل الماضية، انفجاريين، الأول بسيارة مفخخة واستهدف قياديا حوثيا أمام مسجد المؤيد، في حي الجراف. وقالت مصادر محلية إن الانفجار أسفر عن مقتل القيادي عبد الكريم الكحلاني، أحد القادة الميدانيين في صنعاء و7 من مرافقيه، فيما قالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» التي يسيطر عليها الحوثيون، إن 4 مواطنين قتلوا في التفجير. وفي الوقت الذي لم توجه المصادر الحوثية الاتهام لأي جهة بالتورط في التفجير، فقد أكدت أن «منفذي هذه العمليات الإرهابية والإجرامية لن يفلتوا من العقاب وسيتم ضبطهم وإحالتهم للعدالة لينالوا جزاءهم الرادع والعادل جراء ما اقترفوه بحق الوطن والمواطنين»، على حد تعبيرها. وتبنى تنظيم «داعش» مسؤولية التفجير الذي استهدف مسجدًا في صنعاء. وقال في بيان إنه «ضمن موجة العمليات العسكرية الأمنية ثأرا للمسلمين من الحوثيين».