تشهد محلات تزيين السيارات في جدة إقبالا كبيرا من قبل الشباب، بعد أن أصبح الأمر متعة لا تضاهيها أخرى، لرواجها مؤخرا في الأوساط الشبابية، ليجعل الواحد منهم سيارته الأجمل بين رصيفاتها والأقوى بينهن بـ«التعديل» دون أن تطاله نظرة التهكم إذا لم يقم بأعمال التجميل ورفع مقدرات السرعة، ما دفع معظم الشباب للاهتمام بمظهر السيارة وجوهرها في آن واحد، متنافسين على المقدمة ليتركوا المقاعد الأخرى لمن يتخلف عن ركب التزيين. واجمع عدد من الشباب أن مركباتهم بمثابة عرائس يهتمون بها ويتنافسون في تزيينها بصورة لافتة للنظر وتسر العيون. ذكر لـ«عكاظ» الشاب صلاح البدر أن تزيين السيارات هواية لدى معظم الشباب الذين يعرفهم ولا يكلون هذا الأمر أبدا، بل يجدون متعة كبيرة فيه، ليتميز كل منهم عن الآخر في الشكل. وأضاف: «شخصيا أمارس تزيين سيارتي كل أسبوع بإضافة أشياء عليها من طوابع تدل على شيء معين وغيرها من التعديلات الشبابية المعروفة». وأشار سعود القحطاني إلى أنه ينفق مبلغ 400 ريال من مكافأته الجامعية التي لا تتجاوز كل شهر ما يقارب 850 ريالا على شراء عدد من الأغراض والمستلزمات للسيارة لكي تبدو بشكل جديد ورائع يبهر زملاءه، لأن الأمر بالنسبة لهم مهم للغاية لأجل التميز عن الآخرين والشعور بالتغيير من وقت لآخر. وبين عبدالعزيز الشهري أن هناك تنافسا رهيبا بين الشباب في تركيب وتعديل السيارات لبعضهم بعضا. وزاد «أصبح تعديل السيارة نوع من الرفاهية من تغير في «جنوط» السيارة وكذلك تركيب لبعض «الاستيكرات» وغيرها من مستلزمات التعديل المعروف لدى الكثير من الشباب وعدد من أصحاب المحلات». من جانبه، قال محمد سعد إنه يعمل في محلات تزيين السيارات لأكثر من ست سنوات ويرى أن هذا السوق يشهد إقبالا كثيفا من جانب الشباب، موضحا أن الطلبات تختلف من شخص لآخر لأن بعض الشباب يستمتعون بتعديل السيارات بتغيير الجنوط التي تكلف مبلغا يتجاوز 2000 ريال ويصل أحيانا إلى أكثر من 3500 ريال، كما أن الاكسسوارات تبلغ اسعارها من 500 ريال وقد تكلف في بعض الأحوال 1500 ريال، مبينا في الوقت ذاته أن هناك أنواعا للعازل ومنها الأمريكي والكوري وتبدأ أسعاره من 700 ريال، ويتم بيعها وتركيبها من شركات العازل الكبير وغيرها من الاكسسوارات المخصصة للسيارات. ونبه محمد سعد إلى أن بعض العمالة الوافدة هي أكثر ما يرهقهم في هذا الجانب باعتبار أنها تتلاعب بالجودة وليست لها مصداقية في بيع السلعة الأصلية، مطالبا الجهات المسؤولة بالقضاء عليها وابعادها من محلات استيراد البضائع الاصلية وعدم شرائها ليظهر منتج مناسب للجميع. ويرى عبدالرحيم سامي أن إقبال الشباب منذ خمس سنوات على التزيين والتعديل وحتى الآن أصبح يتزايد ليصل إلى نسبة كبيرة قدرها بـ85%، مؤكدا أن أغلب هؤلاء بات الأمر بالنسبة لهم هواية لن يتخلوا عنها مطلقا، ويستمتعون بها، الشيء الذي عاد على المحلات التجارية بالخير واستوردت بالتالي العديد من البضائع المرغوبة في السوق والمستهلكة بكميات كبيرة وبصورة يومية. وأشار سالم مصطفى إلى أن إقبال الشباب على التزيين أغرى أصحاب المحلات التجارية بفتح المزيد من المنافذ التجارية للاستفادة المادية ورفع مستوى الدخل لديهم، ما انعكس على قيمة الإيجار السنوى للعقارات المطلة على الشوارع الرئيسية والمقصودة من قبل الشباب، حيث وصل إيجار المحل الواحد إلى 45 ألف ريال في السنة، الشيء الذي رفع قيمة البضائع ودفع بائعيها للتحجج بارتفاع مستلزمات السيارات لديهم، فضلا عن القيمة المرتفعة مقابل استيرادها من الخارج. وذكر الشاب فائز النجار أن الشاب أصبح مستهلكا لعدد من المستلزمات الخاصة بالسيارة ولذلك أصبحت المحلات تتلاعب بالأسعار دون أي رقابة عليها، طالبا من من الجهات المسؤولة عدم الصمت حيال الأمر ووقف مهزلة الطمع لدى أصحاب محلات الزينة، خاصة أن ارتفاع الاسعار مبالغ فيه. اختلاف الأسعار أجمع عدد من محبي تعديل السيارات أن الإقبال على البضائع يفتح بابا للتلاعب يرجون إغلاقه من جانب المسؤولين، باعتبار أن الأسعار تختلف من محل إلى آخر دون أي رقابة، ما يسهل عملية التسعير العشوائي غير المراقب، كما أن وجود بعض العمالة الوافد أمام المحلات ظل يشكل مظهرا سيئا، إضافة إلى أن هذه العمالة تبيع المستلزمات بأسعار زهيدة ولكن بالمقابل يخدع المشتري ويكتشف بعد فوات الأوان أن البضاعة «تقليد» وحينها تضيع الأموال سدى ولا ينفع الندم أبدا.