لم يكن للإمارات منافس آخر في استضافة مباراة بطولة السوبر التي ستجمع بين قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك، فبمجرد ما طرحت فكرة إقامة المباراة خارج الحدود قفز اسم الإمارات إلى الوجود ولم يرد اسم دولة أخرى، وللمسألة اعتبارات تخص العلاقة الوطيدة والعميقة بين البلدين حكومة وشعباً في كل المناسبات وليس الرياضية وحسب، وأجمل ما قيل في هذا المقام من مسؤولي الجانبين في المؤتمر الصحفي الحاشد الذي عقد باتحاد الكرة المصري أمس أن العلاقة عبر ماضيها وحاضرها تجسد قصة حب بغض النظر عن أواصر الأخوة والصداقة، أو العلاقات والمصالح المشتركة التي صنعتها وحدة اللغة والمصير والهدف والوطن. }} توفرت للمؤتمر كل أسباب النجاح شكلاً وموضوعاً، وعسى الموضوع كان العامل الأبرز، لأن شعار المباراة المهمة هو في حب الإمارات، ما يعني أن رسالة المحبة حاضرة من اللحظة الأولى لميلاد الفكرة، ويبقى في صلب الموضوع كون المباراة تجمع بين الأهلي والزمالك، لتكتمل لها كل متطلبات النجاح الجماهيري والإعلامي، سواء تم النظر إلى المباراة كبطولة للسوبر المصري تجمع بين بطلي الكأس والدوري، أو كمنافسة متجددة لانهاية لها بين الغريمين التقليديين، أو كفرصة لتحقيق فوز سيسجله التاريخ للفائز بالنسبة إلى مسابقة محلية تقام خارج الحدود للمرة الأولى، حيث إن التاريخ يسجل لقاء آخراً جمع بين الناديين في إطار بطولة السوبر الإفريقي في جوهانسبرج (جنوب افريقيا) عام 1994، حيث كان الأهلي بطل أبطال الكؤوس والزمالك بطل أبطال الدوري، ووقتها فاز الزمالك بهدف وحيد عن طريق أيمن منصور. }} وضمن هذه النقطة، تدخل حسابات ظرف المباراة نفسها، حيث يسعى الأهلي لرد اعتباره بعد الخسارة الماضية، وفي المقابل يريد الزمالك أن يؤكد جدارته بثنائية الموسم، وفي هذا الإطار بدأت الحرب الإعلامية بينهما ويتوقع أن ترتفع وتيرتها مع اقتراب موعد تلك القمة. أما من حيث الشكل، فتبرز مقومات التنظيم الإماراتي الذي تسبقه سمعته، والذي سيحظى بمظلة مجلس أبوظبي الرياضي، بالتنسيق ما بينه وبين كل من: اتحاد الكرة ونادي العين، وهذا المثلث يؤمن على أرض الإمارات تنسيقاً آخر بين 4 جهات في مصر هي: الناديان المتباريان واتحاد الكرة والشركة الراعية، وكما كشف المؤتمر يتوقع أن تشهد تلك التظاهرة أكبر بعثة رياضية من مصر إلى الإمارات، عوضاً عن الجماهير التي ستصنع برحلاتها جسراً جوياً، ولذا يتوقع أن يمتلئ استاد هزاع بن زايد عن آخره. عالطاير }} حتى لا نتعب وحتى لا نغتم، يجب ألا ننظر إلى منتخبات المراحل السنية للكرة، بنفس النظرة التي تخص المنتخب الأول، فالفارق أكبر بكثير مما نحسب جميعاً، والمقارنة بالفعل ظالمة لتلك المنتخبات، التي لم تصادف في تأسيسها وتكوينها وإعدادها ما صادفه الأول، أما الحديث عن الاستراتيجيات المستقبلية، وتواصل الإنجازات عبر الأجيال، فهو خيال في خيال، وحتى بالنسبة إلى المنتخب الأول لا ضمانة مطلقاً لاستمرار التفوق الذي رأيناه من نجوم هذا الجيل مع جيل جديد، وهذا ليس تشاؤما بقدر ما هو استشراف للمستقبل من خلال نتائج المنتخبات التي دونه، والتي وضح أنها دونه في كل شيء، وليس السن فقط.