في يوم واحد، أي الجمعة 2 أكتوبر/تشرين الأول، قضت محكمتين، واحدة مغربية والثانية اسبانية، بالحكم على 30 شخصًا بأحكام حبسية وصلت إلى 12 سنة بالنسبة لحالتين، فيما ترواحت الأحكام المتبقية بين سنة وعشر سنوات، وذلك لتهم تتعلٌّق بتنجيد وإرسال مقاتلين إلى سوريا، أو ارتكاب أعمال إرهابية. فقد حكمت المحكمة الاسبانية العليا في مدريد بعقوبات حسبية على 11 شخصًا، قالت إنهم أرسلوا 28 مقاتلاً إلى سوريا ما بين أبريل/ نيسان 2012 ويونيو/ حزيران 2013. الأمر الذي ساهم في تنفيذ عمليات انتحارية هناك، أودت بحياة مئات الأشخاص. وينحدر المتهمين من مدينتي سبتة ومليلية، اللتان توجدان داخل التراب المغربي، غير أنها تابعتان إداريًا لاسبانيا، ويسكنهما الإسبان والمغاربة على السواء. ومن أشهر المتهمين، هناك كريم عبد السلام محمد، وإسماعيل عبد اللطيف اللال، اللذان حكما عليهما بـ12 عامًا بما أنهما يتزعمان التنظيم الإرهابي الذي أرسل المقاتلين، بينما حصل التسعة المتبقون على 10 سنوات حبسًا نافذًا لكل واحد. وفي المغرب، قضت محكمة متخصصة في قضايا الإرهاب بمدينة سلا القريبة من العاصمة الرباط، بعقوبات حسبية بحق 19 شخصًا، وبذلك لتهم تتعلّق بـ"ارتكاب أعمال إرهابية". وقد تم إصدار حكم بالحبس ستة سنوات في حق متهم واحد، وخمس سنوات لآخر، وأربع سنوات لأربعة، وقد وجهت لهم جميعًا أربع تهم أساسية، منها "تكوين عصابة لإعداد وارتكاب أفعال إرهابية في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام بواسطة التخويف والترهيب والعنف". كما أصدرت المحكمة ذاتها حكماً بالحبس النافذ بثلاث سنوات لستة متهمين ، وسنتين لسبعة آخرين، وسنة واحدة لمتهمين اثنين، وذلك بتهم "لإشادة بأفعال تكون جريمة إرهابية، وعدم التبليغ عن جريمة إرهابية، وعقد اجتماعات عمومية بدون ترخيص". "ظاهرة الإرهاب لا تخصّ بلدًا معيّنًا، فكل البلدان أضحت معنية بها، وقد ظهر ذلك جليًا من خلال اكتشاف وجود المئات من المقاتلين الأوروبيين في سوريا والعراق. فالظاهرة فكرية وعقدية ولا ترتبط بالجغرافيا" يقول عبد اللطيف الشنتوف، أستاذ زائر بكلية الحقوق بالرباط، لـCNN بالعربية. وأضاف الشنتوف أنه بغض النظر عن الاعتقالات المتعددة التي باشرها المغرب في سنوات الأخيرة بحق مشتبه بهم في قضايا إرهابية، فـ"الظاهرة الإرهابية غير جديدة في المغرب، إذ عاشها منذ عام 2003 عندما وقعت تفجيرات الدار البيضاء، وهو ما جعله يباشر الكثير من التدابير ضدها"، متحدثًا أن الموقع الجغرافي للمغرب يجعله أمام تحدي مواجهة الإرهاب على الدوام.