من فضل الله عزَّ وجل على عباده ورحمته بهم، أن جعل لهم مواسم للعبادة والطاعة، لمغفرة ذنوبهم ومحو آثامهم، إذا سارعوا لأدائها وتنافسوا على تقديمها، طاعة لربهم وزلفى لخالقهم، فإذا ما انقضى شهر رمضان المبارك شهر الصيام والقيام والقرآن، أعقبه الله سبحانه وتعالى بأشهر الحج، كما جاء في قوله سبحانه وتعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ)، «سورة البقرة: الآية 197». إن لربنا في دهرنا نفحات، تُذَكِّرنا كلما نسينا، وَتُنَبِّهنا كلما غفلنا، فهي مواسم للخيرات والطاعات، يتزود منها المسلمون بما يُعينهم على طاعة الله سبحانه وتعالى: (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ)، «سورة البقرة: الآية 197». إن نفحات الخير تأتينا نَفْحَةٌ بعد نَفْحَة، فإذا ما انتهينا من أداء الصلوات المفروضة، تأتي النوافل المتعددة المذكورة في كتب الفقه، ولئن أدينا الزكاة المفروضة فإن أبواب الصدقات النوافل مفتوحة طيلة العام، ولئن أدينا فريضة الحج، فإن أداء العمرة مُيَسَّرٌ طيلة العام، وهكذا الخير لا ينقطع وهذا فضل من الله ونعمة. فلذلك يجب علينا أن نواظب على الطاعة في كل وقت، وأن نحرص على التزود بالتقوى، فنحن مخلوقون لعبادته وطاعته سبحانه وتعالي، الحج وحدة للأمة لقد أنعم الله سبحانه وتعالى على عباده بتحديد بيته الذي يجب أن يتوجهوا إليه، وبصفة العبادة التي يجب أن يأتوا بها أفعالاً وأقوالاً، ومَنَّ على حجاج بيته بأن يشهدوا منافع لهم. ... المزيد