×
محافظة المنطقة الشرقية

إليك هذه الخلطات للتخلّص من رائحة المهبل!

صورة الخبر

بين أن تستضيف مدينة الملك عبدالله الاقتصادية مجسمات للفنان العالمي سلفادور دالي وأن يقاطع محتسبون مشاغبون ندوة في معرض الكتاب بالرياض استنكر أحد المشاركين فيها تحطيم داعش مجسمات أثرية، بين هذه وتلك مسافة شاسعة يصعب على غيرنا أن يتصور حدوث الأمرين في بلد واحد بات الجمع بين المتناقضات واحدة من أهم خصوصياته وباتت القدرة على استيعاب الجمع بين هذه المتناقضات من مميزاته. وإذا كان معرض سلفادور دالي في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية يمثل الرغبة في الانفتاح على العالم والتواصل مع أرقى منجزات الفنون فيه، فإن ما حدث في معرض الكتاب في الرياض يمثل استمرار حضور تيار متشدد لا يتورع عن الدفاع عما قامت به داعش من تحطيم لتماثيل تاريخية تعتبر من أندر ما حفظته البشرية من تاريخها القديم، تيار يخلط بين الأوراق وينتزع الشواهد من سياقاتها ويتخذها دليلا على غير ما يمكن الاستدلال بها عليه فلا يفرق بين تحطيم أصنام اتخذت آلهة تعبد وتماثيل تاريخية تشكل إرثا حضاريا للبشرية جمعاء. نمطان من التفكير يقفان خلف معرض المدينة الاقتصادية وما حدث في معرض الرياض، ولعل الصدف وحدها تجعل كلا المعرضين حاملا لدلالات تشير إلى ما نعيشه من تناقض التيارات الفكرية والثقافية لدينا، فندوة معرض الرياض حملت عنوانا يدعو إلى التعايش على نحو يجعل من تدخل أولئك المحتسبين ومقاطعتهم الندوة إعلانا عن رفضهم هذا التعايش واستمرارهم في سياسة الإقصاء وتبريرهم لما تقوم به داعش من أعمال لا يمكن لها أن تنتمي إلى الإسلام باعتباره دين التسامح والتعايش، كما أن استضافة مدينة الملك عبدالله لأعمال الفنان السريالي سلفادور دالي من شأنها أن ترمز إلى الحالة السريالية التي نمر بها حين نجمع بين التناقضات المختلفة على نحو خليق بأن يجعل من حياتنا الثقافية لوحة من لوحات دالي نفسه.