كعادتها في كل مناسبة، كما خارج المناسبات، سارعت وزارة الداخلية خصوصاً عبر الإدارة العامة للتنسيق المروري، إلى تحذير السائقين ومستخدمي الطرق من مخالفة الأنظمة المرورية قبل عطلة عيد الأضحى المبارك، وبعد العيد، وفق تصريح العميد غيث حسن الزعابي مدير عام التنسيق المرور الاتحادي، تبين وقوع 38 حادثاً مرورياً على مستوى الدولة نتج عنها، للأسف، 11 وفاة، و84 إصابة. السيناريو نفسه يتكرر في المناسبات السعيدة عاماً بعد عام، لتنقلب مناسبات الفرح والسعادة في بعض البيوت إلى مناسبات حزن وحسرة وندم، وإذا كنّا فقدنا 11 إنساناً في أيام العيد الثلاثة، فلنا أن نتصور خسائرنا السنوية جراء الحوادث المرورية على مدى أيام السنة. الرقم، لا شك، كبير، والمعلومات متاحة لدى الجهات المختصة وفي طليعتها وزارة الداخلية التي تنشر إحصائيات الجرائم من جهة، والحوادث المرورية من جهة ثانية، بشكل مستمر ومنتظم. رقم العيد رقم صاعق وإن عده البعض اعتيادياً، وهنالك مشكلة كبرى في تفكيرنا كمجتمع واع ومتقدم حين نطبع علاقتنا مع أخبار ومشاهد الحوادث المرورية القاتلة بهذا الأسلوب البارد. الرقم صاعق، وكل الرجاء العمل جميعاً على الحد من حوادث المرور، ومحاصرتها، وتطويق آثارها ونتائجها عبر تطويق أسبابها. ولا بد من الاستمرار في دراسة الأسباب، مع العلم بأن أجهزتنا الأمنية تقوم بهذا الدور المهم، والمراد معه وبعده تطبيق حلول ومعالجات لهذه المشكلة بخطها البياني غير المستقر. غير المستقر بمعنى التذبذب صعوداً وهبوطاً، ما يدعو الجمهور إلى تجنب الأخطاء البشرية ما أمكن. لا يكفي أن يقول البعض إن هذا قضاء وقدر ثم يكتفي بذلك. نعم كل شيء بقضاء الله وقدره، ولكن الله تعالى يأمرنا بالمحافظة على حياتنا وحياة الآخرين، وأخذ الحيطة والحذر في كل تصرفاتنا وسلوكياتنا. ونريد جهوداً مجتمعية أكبر مع التقدير الكامل لجهود جمعية الإمارات للسلامة المرورية. نريد فروعاً متعددة للجمعية، ولا نرى مانعاً من قيام جمعيات نفع عام تسهم في تحقيق الهدف عبر أدوار وأساليب متعددة، لكن متسقة مع بعضها بعضاً. ونريد تكثيف التوعية المرورية مع تحديد الجمهور المستهدف، ونعلم أن جهود إعلامنا الأمني المركزي أو في الجهات الشرطية والمرورية يقوم بدوره، ومخاطبة الجمهور بلغات الجمهور بعض ذلك الدور. نعلم بذلك، ونطالب، في السياق نفسه، بتطوير أساليب التوعية والتثقيف استناداً إلى الممارسات العالمية، واستنادا كذلك إلى تأمل التجربة الخصوصية والنظر في مقدماتها ومفرداتها وأركانها، وصولاً إلى تقويم مخرجاتها باستمرار. ebn-aldeera@alkhaleej.ae