صادرت قوات التحالف زورقا يحمل أسلحة وذخائر ومتفجرات وصواريخ كانت متجهة نحو اليمن دعما للميليشيات الحوثية. زورق إيراني وكل من فيه إيرانيون. في الوقت نفسه كشفت الشرطة البحرينية كميات كبيرة من المتفجرات من نوع "آر دي إكس وتي إن تي"، وستثبت التحقيقات أن مصدر المتفجرات هو إيران مثل تلك التي كشفت في عرض البحر خلال الفترة الماضية. استمرت إيران في سلوكها الاستفزازي منذ أكثر من 35 سنة، والمؤسف أن هذه الدولة لم تقتنع أبدا بحق شعوب المنطقة في الحياة بسلام وأمن. منذ الحرب العراقية ــ الإيرانية، واعتداءات إيران مستمرة على الحجاج في كل مواسم الحج تقريبا، ثم استغلت الغزو الأمريكي لتتغلغل داخل الدولة العراقية وتدمرها تماما، ثم استغلت الضعف في الدولة اللبنانية وسلحت حزب الله ليكون الحزب المسلح الوحيد في لبنان، وليقوم بعمليات الاغتيال والقتل والنهب والسلب، ثم وصلت إلى استغلال الثورة السورية كعنصر مقاتل ثم مفاوض ملغية الدولة كلها. تأتي الأزمة في اليمن لتضيف بعدا جديدا لمفهوم التدخل السافر الذي اعتمدته إيران في التعامل مع الدول العربية. بعد نشر الفوضى والقتل على الهوية وإلغاء الحكومات ومقدرات الشعوب، والقتال المباشر داخل دولنا. جاء مفهوم تدمير البنية التحتية الإنسانية والمادية لتبقى اليمن رهينة قرار يحدد مصيرها من الخارج، ولتنشغل الأمة كلها بالتناحر الداخلي بدل الاشتغال بتطوير ذاتها كما يحدث مع كل دول العالم. بعد هذا كله برزت ردود الفعل البائسة على حادث التدافع بمنى من قبل مسؤولي النظام في إيران، التي اتسمت بالاستفزاز ورمي التهم باتجاه المملكة ومحاولة إدانة الجهد السعودي غير المسبوق في خدمة الحجيج. أثمر هذا الجهد مع كل دول العالم، فلم يكن ذلك ليسر الدولة التي تعد مكة المكرمة والمدينة المنورة هدفها النهائي. بعد أن ظهرت مؤشرات علاقة الحرس الثوري والدبلوماسيين الذين قدموا للمملكة بهويات مزورة بالحادث، وبدأت الجهات المختصة في تحقيق دقيق في مسببات ومسار عمليات التدافع التي أدت لقتل وجرح الحجاج، وظهر أن أغلب القتلى من الجنسية الإيرانية برغم عدم وجود مخيمات لهم في الموقع، لا بد أن نتساءل: ما سبب إصرار المرشد الأعلى على تسليم جثث القتلى الإيرانيين والتهديد بـ "رد قاسي" إن لم يتم ذلك، قبل أن تظهر نتائج التحقيق؟!