×
محافظة المنطقة الشرقية

الشرقية: العثور على يمني مفقود في عرض البحر

صورة الخبر

ليس أجمل من الفن إلا حكاياته. ربما لا تصحّ هذه الفكرة أو المقولة دائماً، لكن الأكــيد أنها صحيحة تماماً في مصر، على الأقل. مصر حيث الفن، من سينما وتلفزيون، نيل آخر يجري في المكان والإنسان وفي تشابك العلاقات بينهما. منذ مطالع القرن العشرين، وانتشار المسرح، ومن ثمّ ولادة السينما والتلفزيون، نشأت أجيال من الفنانين الذين باتوا أعلاماً ونجوماً، اشتُهر كثيرون منهم بالحكايات التي صيغت عنهم، ربما أكثر من أعمالهم الفنية. لن يكون من المناسب أبداً إهدار أي فرصة، للقاء الإعلامي أو الشخصي، بالناقد الفني طارق الشناوي، من دون التوقف، وقـــتاً أو بعضه، أمام حكايات فنية، حاضرة أو مـــاضية، معروفة أو مجهولة، شائعة أو نادرة، جديدة أو مستعادة. ما يثير الدهشة، فضلاً عن المتعة والطرفة، قدرة الشناوي على السرد الممتع الذي يأخذ من كنوز سيرة الفن، لا بوجهها المعروف فقط، بل من سيره الخفية التي لا يُتاح الوصول إليها إلا لصاحب مهارة وحظوة، مهارة الانتباه والالتقاط، وحظوة أن يكون على مقربة من أهل الفن، مكانياً وروحياً، ما يمكّنه من التواصل معهم، والدخول في ثنايا حيواتهم. وطارق الشناوي الناقد الفني، سليل العائلة الفنية العريقة، لا يخفي حبّه وعشقه للفن بدءاً من السينما والتلفزيون، وليس انتهاءً بالغناء والمسرح والإذاعة. وحكايات الفن عند الشناوي أسلوب معرفة ومعايشة، وبوابة أساسية للنقد، على رغم أن الحكايات الفنية ذاتها ليست معياراً نقدياً أصلاً، لكن الرشاقة في تناولها، والنباهة في إعادة إنتاجها، مغموسة بالطرفة والخبرة والتجربة، تجعلانها أحد المعايير التي ينبغي الانتباه إليها، قبل الانتهاء إلى الاستخلاصات النقدية النهائية تجاه العمل الفني، أو تجربة الفنان. وفي وقت يمكن الانتباه إلى أن أعلاماً كباراً من جيل الروّاد من النقاد الفنيين في مصر، عُرفت عنهم لطائفهم في سرد الحكايات الفنية، كما لدى الناقد الكبير كمال رمزي الذي يُعتبر أستاذاً متميزاً في مجاله، فإن طارق الشناوي جعل السرد أسلوباً، خصوصاً من خلال إطلالاته التلفزيونية الحاضرة، كما في «حكايات فنية»، على «سي بي سي إكسترا»، أو استضافاته في فقرات وبرامج تلفزيونية وإذاعية، ومشاركاته المهرجانية، ومزجه الأنواع الفنية موضوع حكاياته، من أم كلثوم وبليغ حمدي، إلى عمر الشريف ونور الشريف، وسامي العدل... وعدم تردّده في خوض السجالات غير الفنية، سواء مع وزير ثقافة، أم قرار نقابة، أم موقف سياسي، أم رقيب. يبقى التنويه بأن «حكايات» طارق الشناوي الفنية، كما تبدّت فــي غير مناسبة، تحاذر دائماً وبشدة، مغبة الوقوع في النميمة، أو الثــــرثرة... وتحرص على أن تكون جميلة، تمـــاماً كما الفن... وحكاياته.