أصبحت دول إفريقيا مقصدا للمصورين الفوتوغرافيين من دول الخليج لما فيها من بيئة نادرة لا تجدها إلا في القارة السمراء، كحياة البراري والقبائل في كينيا وتنزانيا وإثيوبيا وغيرها. فيقصدها المصورون الخليجيون لتوثق عدستهم مشاهد لا يجدونها في أماكن أخرى. ويعتبر المصورون البحرينيون مع العمانيين، وبسبب «جشع المنظمين» كما يقولون؛ هم الأقل سفرا لهذه المناطق، بينما تتصدر الإمارات وقطر أعداد المصورين الأكثر زيارة من دول الخليج، وذلك بحسب مدير شركة «سورا تورز» السياحية بإثيوبيا عثمان أحمد، مبينا أن البحرين تعتبر سوقاً غير مستغلة بالنسبة لشركات السياحة هناك ويسعون لاستهدافها حاليا. ويعتقد أحمد في حديثه مع «الوسط» أن المصورين البحرينيين لم يلتفتوا بعد لمثل هذه السفرات التي تهم المصورين. مبينا أن ذلك بسبب «ضعف التسويق لدينا في البحرين» مشيراً «في منتصف العام 2014 بدأنا النظر للبحرين كسوق مناسبة لصناعة السياحة في إثيوبيا. فهي سوق غير مستغلة حتى الآن ونعمل حالياً على تنشيط التسويق فيها لجذب الزبائن». موضحاً «لاحظنا من خلال الزيارات النادرة للبحرينيين طلبهم للخدمات الراقية من سكن وطعام ومواصلات، وتماشيا مع هذه الملاحظات نعمل على اعداد برامج خاصة للبحرينيين تليق برغباتهم». وعن تكاليف هذه الرحلات يشير أحمد أنها «تتغير بحسب موسم السفر، وعدد الأشخاص، ومستوى السكن وغيرها من خدمات، ويمكن زيارة موقعنا www.soratours.com للاطلاع على الخدمات والأسعار». ولا تخلو مثل هذه الرحلات التي يذكر أحمد أن «القاصدين لها وبالأخص من دول الخليج هم المصورون» من المخاطر، ولتجنبها كما بين «يجب احترام عادات وتقاليد القبائل وثقافتهم المحلية؛ وذلك كي تتجنب التصادم معهم، فهم خطرون. وكذلك مشاهدة الحياة البرية يجب أن يكون بطريقة آمنة وعلى الزائر التقيد بتوجيهات المرشدين أثناء زيارة إفريقيا سواء للقبائل أو حياة البراري؛ لتجنب المشاكل التي قد تنتج عن عدم الالتزام بالتوجيهات». المصورون البحرينيون كغيرهم من دول الخليج يحلمون بالذهاب وتوثيق تلك الحياة، إلا أن العائق الوحيد يكمن في «المبالغ الكبيرة التي يطلبها منظمو هذه الرحلات»، كما تقول المصورة البحرينية سوسن طاهر وتضيف «إقبال المصورين البحرينيين على رحلات السفاري قليل جداً بسبب سعر الرحلة الكبير. ولو تواصل الشخص مباشرة مع الشركات السياحية سيجد أن السعر أقل بكثير. ويوجد شركات كثيرة تقوم بالتنظيم، لكن يجب مراعاة الدقة في اختيار الشركة المناسبة كي لا تتعرض للغش والاحتيال». وتفيد طاهر التي عادت قبل أشهر من رحلة تصوير القبائل في إثيوبيا «الأجانب يعتمدون على البحث عن الشركات في الإنترنت ويتواصلون معهم مباشرة دون وسيط يربح من ورائهم، ومن ثم يتشاركون المعلومات المفيدة مع بعضهم بعضا. وهذا ما نفتقده في الخليج. فأي شخص يسافر ويجد الطريق المناسب والمعلومات، لا يقبل مشاركتها مع أحد، بل يقوم بعمل مشروع تنظيم هذه الرحلات ليربح من ورائه. وهذا ليس خطئا بل هي تجارة». وأشارت الى أنها تواصلت مع شركات سياحية بعد عودتها من إثيوبيا، وحصلت على أسعار جدا مناسبة، وبناء على ذلك «ستكون رحلتي القادمة من دون وسيط». من جانبها، ذكرت المصورة أمل عبدالله أن هذه الرحلات مكلفة عندما تجعل بينك وبين الشركات السياحية في البلد التي تقصدها وسيطاً يربح من ورائك. مفيدة أن المنظمين «عملهم فقط جمع المبالغ وإيصالها لشركات السياحة التي بدورها تقوم بتنظيم كل شيء باستثناء تذكرة السفر والتأشيرة. وهذا ما تجده دائما في اعلانات المنظمين في دول الخليج». وأوضحت أنها زارت إثيوبيا مطلع العام الجاري ودفعت مبلغاً وقدره 1280 ديناراً للمنظمين غير شامل تكلفة التذكرة والتأشيرة «لأتفاجأ بعد عودتي بحصولي على عرض مشابه، ولكن بأقل من نصف هذا السفر، وذلك بعد تواصلي مع عدة شركات سياحية في كينيا وإثيوبيا». ويتقاضى منظمو رحلات السفاري في الخليج مبالغ كبيرة تصل إلى 1300 دينار فما فوق، غير شامل تذكرة السفر والتأشيرة والمشتريات الخاصة، ما يجعل اجمالي تكلفة السفر للفرد قرابة الألفي دينار، وهو ما يجده المصورون البحرينيون مبلغا يعيقهم عن تحقيق حلمهم في الحصول على رحلات السفاري في إفريقيا. مصور الحياة الفطرية زكريا عمران يحلم بالذهاب لرحلات تصوير الحياة البرية والقبائل في إفريقيا، لكنه اصطدم بالمبالغ الباهظة التي يطلبها المنظمون. فقال: «قبل فترة قصيرة سعيت للذهاب في رحلة سفاري لإفريقيا، لكني ذهلت بالسعر الذي طلب مني من قبل أحد المنظمين الكويتيين، إذ بلغ 2000 دينار غير شامل التذكرة والتأشيرة؛ ما جعلني أتراجع». وبيّن «التقيت بأحد الأشخاص البحرينيين الذين ذهبوا لسفاري كينيا مرتين، فأخبرته بالسعر، فضحك قائلا إن السفرة الواحدة كلفته 800 دينار فقط شاملة كل شيء وبخدمات راقية وفندق 5 نجوم». وأوضح أن صديقه حصل على هذا السعر بعد تواصله المباشر مع الشركات السياحية هناك. من جهته، أفاد المصور حسين محسن أنه مع مجموعة من الشباب يعتزمون تنظيم رحلة سفاري، وسيكون ذلك عن طريق «التواصل مباشرة مع الشركات السياحية هناك. ولن نجعل أحدا يستغلنا ويربح من ورائنا». وأوضح أن المصورين تعميهم الرغبة في الحصول على صور مميزة في كينيا أو إثيوبيا عن الأسعار الباهظة التي يدفعونها للمنظمين موضحا أنه «نحن بحاجة لأن نتريث دائما قبل الإقبال على هذه السفرات، ونطلع على الخيارات والعروض المتاحة حتى لا نقع في شرك شراهة المنظمين».