إذا اتفقنا ـ فهذا الأسبوع أسبوع (الاتي فاق) ـ على أن برنامج الابتعاث ليس فيه من إيجابية (عامة) تذكر سوى تشرفه بحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ جعل الله قبره روضةً من رياض الجنة ـ بل إن المشروع تسبب في انعدام الثقة في جامعاتنا الحكومية؛ وكرّس (الاتفاق) الجمعي على أن التعليم (الآه لي) الخاص الماص أفضل من الحكومي! وهي الفكرة التي جاءت امتدادًا (طبيعيًا) للفكرة التي كرسها كثير من رجال التعليم العام الطام ونسائه بالاستثمار في التعليم الخاص بشكل (غير طبيعي)! وقد بلغ ربيع الاستثمار في التعليم الأهلي ذروة الجشع من نهاية التسعينات الميلادية، إلى بدايات برنامج الابتعاث (2005)! واستغل (المستثمرون) فشل السواد الأعظم من خريجي الثانوية في اختبارات (قياس)؛ التي جعلتها (القامعات) فجأة ودون سابق إنذار شرطًا أساسيًا للقبول؛ ليضطر الطلاب الذين لم يقبلوا من الطبقة المتوسطة، إلى شراء السيارات بالتقسيط (المريع)، والاقتراض (الأروع) من بنوك (مرتاع البال)؛ للوفاء بتكاليف الدراسة في الكليات الخاصة الماصة! وكانت باهظة بل مسعورة؛ بسبب الاحتكار الجشع بمباركة وزارة (التعليم العالي) البائدة؛ حيث أغلقت أذنيها وعينيها وجميع مداركها عن كل الاقتراحات العملية، والحلول المنطقية، التي تقدم بها الخبراء الاقتصاديون، وأبرزهم الوطني النادر الدكتور (محمد القنيبيط) في مقالات شهيرة عبر مجلة (اليمامة)! وأين وصلنا؟ نعم.. كل ما سبق من (بربرة) لم يكن سوى جملةٍ شرطية بدأت بـ(إذا) ولم تأتِ بجواب الشرط بعد!! كله من الاتفاق و(زقعانه)! آه.. فكيف تفسر نجاح عدد لا يستهان به من بناتنا وأبنائنا في الخارج؟ في قائمة مشرفة لم تكن (غادة المطيري) أولها، ولم ولن يكون (عبدالجبار الحمود) آخرها؟؟ أين تعلم هؤلاء (الفلتات) قبل أن يبتعثوا؟ أليس في (كتائيبنا) و(معاقل) الترعية والتبليم البائدة برضو؟ و خلّصت الأسئلة؟ لقد وضحنا ذلك مراراتٍ عديدة بديدة، وقلنا بلا (نَحْنٓحٓةٍ) ولا (حَقْحٓقةٍ) ولا (طٓبْعنةٍ) ولكن بكل (سٓحْمٓنٓةٍ): إن ذلك يعود إلى فكرة (التعليم بالضد)؛ حيث تعلم فلذات أكبادنا (الجهل) هنا، فلما وجدوا التعليم الحقيقي هناك كان بدهيًا أن يتفوقوا على نظرائهم الذين لم يعرفوا إلا النور! كما قال سيدنا عمر: «يهدم الإسلام من لم يعرف الجاهلية»!!!!! نقلا عن مكة