قال مسؤولون عراقيون إن محتجين يطالبون الحكومة بإصلاحات قطعوا الطريق إلى ميناء أم قصر الجنوبي للبضائع، ما أدى إلى تعطل الأنشطة في الميناء الذي يستقبل شحنات الحبوب والمعدات الثقيلة المستخدمة في صناعة النفط. ونقلت "رويترز"، عن عمار الصافي المتحدث باسم الشركة العامة لموانئ العراق قوله إن عشرات المحتجين الذين أغلقوا بوابتي الميناء الرئيسيتين منذ صباح أول أمس نصبوا خياما خلال الليل ورفضوا السماح بعبور الشاحنات ومنعوا الموظفين من دخول المنشأة. وأضاف الصافي ومصدر أمني أن قوات الأمن حرصت على إبعاد المحتجين عن الميناء لكنها لم تفرقهم. واحتج آلاف العراقيين أمس الأول في بغداد ومدن بجنوب العراق للمطالبة بإصلاح القضاء والبرلمان والهيئات الحكومية المحلية. وساعدت الاحتجاجات، التي بدأت الشهر الماضي بسبب انقطاع الكهرباء في ظل موجة حارة شديدة في أن يطلق حيدر العبادي رئيس الوزراء ما أسماه بحملة الإصلاحات الشاملة. ومبادرة الإصلاح هي أكبر تحرك من العبادي لإحكام قبضته على السلطة حتى مع سقوط ثلث العراق تقريبا في أيدي داعش، في الوقت الذي تواجه فيه الحكومة المركزية أزمة اقتصادية من انهيار أسعار صادراتها النفطية. وأقال العبادي ثلث حكومته الأسبوع الماضي وقلص عدد الوزارات إلى 22 بإلغاء مناصب أو دمج وزارات، وكان قد ألغى في وقت سابق مناصب نواب ثلاثة للرئيس وقلص الترتيبات الأمنية ومزايا أخرى للساسة وشجع التحقيقات في الفساد ومنح نفسه سلطة عزل المحافظين والمسؤولين بالمحافظات. وتأتي التحركات التي تهدف للقضاء على الفساد وعدم الكفاءة اللذين يقول منتقدون إنهما تسببا في تحويل العراق إلى بلد غير قابل للحكم تقريبا. وكان عادل عبد المهدي، وزير النفط العراقي، أكد أن موازنات العراق منذ عام 2003 حتى العام الجاري بلغت 850 مليار دولار، وأن الفساد أفقد البلاد 450 مليار دولار مع وجود ناتح محلي للموظفين الحكوميين بمقدار 6 في المائة، أي بمقدار 20 دقيقة عمل في اليوم. وقال الوزير العراقي، إن مجموع موازنات العراق بلغت 850 مليار دولار تقريباً، منذ 2003 وليومنا هذا، ويجب النظر للفساد الذي تستنبطه هذه الأرقام. وأضاف أن الفساد الشخصي الذي يقدر البعض أنه يستهلك 3 في المائة استنزف 25.5 مليار دولار. وأكد عبد المهدي أن مبالغ هائلة تعني أنّ ما يسرق بطرق الاحتيال لا يقل عن 2 مليار دولار سنوياً وهذه كارثة عظيمة يجب التصدي لها والحد منها للوصول إلى إيقافها. وذكر عبدالمهدي أن مشروع مارشال لإعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية قد بلغ 15 مليار دولار للأعوام 1947-1951، وهذا مبلغ يعادل بالقيمة الحالية 148 مليار دولار، أي تقريباً موازنة العراق لعام 2014 فقط.