منى الحمودي (أبوظبي) مظاهر العيد متنوعة منها لقاء الأقارب، وزيارة الأرحام، وأهمها نشر الفرحة في قلوب الصغار، ويسعى الأطفال للحصول على أعلى مبلغ من «العيدية»، وذلك بسؤال الوالدين والأقارب فقط، لكن في الوقت الحالي، هناك ما يلفت الانتباه بوجود أطفال من جنسيات آسيوية وعربية يمرون على المنازل في الأحياء السكنية، ويطرقون زجاج المركبات لطلب «العيدية»، ويأتون جماعات وأفرادا.أطفال لم ترتسم على وجوههم مشاعر الفرحة والبشاشة، بل علامات التعب والإرهاق لكثرة تنقلهم من منزل إلى آخر ، ومن مركبة إلى مركبة. استغلتهم ضمائر لم تخش سرقة حق طفل في اللعب والمرح بيوم العيد، وحول البعض العادة الاجتماعية للعيدية من مظاهر وقيم ايجابية إلى قيم سلبية، وتم تحويلها إلى «تسول في يوم العيد»، لتصبح مغنماً يدفعون بأطفال لجمع أكبر قدر من المال، وأخراجهم من ممارسة جمع العيدية كعادة حسنة إلى ممارسة التسول، لإشباع جشعهم وطمعهم وحبهم للمال. يقول محمد عبدالله بأن تسول «العيدية» غير منتشر بشكل كبير، وهناك حالات فردية لهذا الأمر وصادفت أحدها عند توقفي أمام كافيتريا حيث طرق أحد الأطفال الآسيوين نافذة مركبتي، وعندما أنزلتها طلب مني «العيدية»، وقمت بإعطائه النقود، وبعد فترة قليلة طرق طفلين آخرين النافذة وطلبا «العيدية». عندها استنكرت الأمر وسألت أحدهم عن اسم عائلته، لم يستطع الإجابة، واكتشفت أنهما آسيويان. استغلال مرفرض وأشار إلى أن هذا المسلك الذي يتخذه بعض الكبار لاستغلال الأطفال غير مقبول، خصوصاً وأنهم يدفعونهم للتعود على هذا الأمر، والذي من الممكن أن يتطور مستقبلاً لتسول حقيقي، أو السرقة وغيرها من الأمور السلبية، التي من الأساس تربى ونشأ عليها، مع ترسيخ مفهوم الحصول السهل على المال، ناهيك عن أن الأطفال لا يدركون الأمور من حولهم، وقد يستغلهم البعض ويتعرضون للمضايقات والتحرش والإيذاء.يرى داوود سليمان الكندي أن الفرحة بالعيد حق لكل طفل أن يمارسها بما يحب، وأخذ «العيدية» من العادات القديمة في مجتمعنا، والتي تضفي للعيد جوا من البهجة والسرور في نفس الأطفال، ومن المستغرب في الوقت الحالي انتشار بعض الأطفال من جنسيات معينة واستهدافهم للمركبات الفارهة في محطات البترول، والمراكز التجارية، وطرقهم أبواب المنازل لطلب العيدية. ولا نستطيع نهرهم أو ردهم لأنهم يطلبون مال «العيدية» وليس مال للمساعدة. وأضاف من المخجل أن يطلب أحد من أبنائنا «العيدية» من شخص لا نعرفه، وهم على علم بأن هذا الأمر لا يجوز، وأنها لا تؤخذ إلا من الأقارب والأهل، فهو سلوك غير مقبول يؤدي إلى توليد ممارسات غير سوية وصفات سيئة تُعدم الشعور بالخجل واحترام الذات.تقول مريم علي إن بعض الأطفال يقفون عند نافذة المركبة ولا يغادرون حتى إعطائهم المال في يوم العيد، ولو طلبت منهم التوجه للمنزل حتى لا يتعرضوا للخطر، لا يمكنهم فهم اللغة العربية، ولا يغادرون إلا بعد حصولهم على المال، ومن ثم يتجهون إلى مركبات أخرى ويكررون نفس الطلب. وأضافت لا نعلم ماهي الطريقة المثلى للتعامل مع هذه الحالات من الأطفال، لا نستطيع الوصول للوالدين لتحذيرهم ونهرهم عن هذا التصرف الذي يدفعون به أبنائهم، ولو افترضنا أن لا علم لهم بالأمر، فهنا يعتبر الأمر كارثة بسبب الغفلة التي هم بها عن أبنائهم. وترى أنه من الأفضل الامتناع عن إعاطئهم المال، والتواصل مع الجهات المختصة للتعامل مع هذه الحالات لمنع استغلال الأطفال وسلبهم براءة طفولتهم. عدم التعاطف من جانبها، دعت إدارة الإعلام الأمني بشرطة أبوظبي الجمهور إلى عدم التعاطف مع المتسولين، مهما بلغت أعمارهم ومهما استخدموا من أساليب استجداء واستغلال روحانية عيد الأضحى المبارك، مشيرة إلى أن توعية وتعاون المجتمع خطوة تعزز الجهود المتواصلة في مكافحة التسول.وحثّت أفراد المجتمع على عدم التردّد في الإبلاغ عن المتسولين والمتسولات، عبر الاتصال على غرفة العمليات (999) أو إبلاغ أقرب مركز شرطة، وعلى مدار الساعة، إسهاماً في جهود التصدّي لآفة التسول حتى لا تتاح أي فرصة لهذه الفئة لجمع الأموال، من خلال طرق وأساليب احتيال واستعطاف مختلفة.واعتبرت التسول باباً ومقدمة للشروع في ارتكاب الجريمة، نظراً لدخول المتسولين إلى الأحياء السكنية، وتعرّفهم على هوية المساكن، ما يعرّضها للسرقة لاحقاً في حال غياب الإجراءات الوقائية من قبل السكان، محذرة من تساهل البعض مع المتسولين ما يشجّعهم على الاستمرار في كسب المال بطريقة غير مشروعة، ودعت أفراد المجتمع إلى صرف أموالهم في وجهاتها الصحيحة في دعم قوافل الخير والإحسان، والتي تنضوي تحت إشراف الجهات المعنية. المجتمع أولا: وأكدت «إدارة الإعلام الأمني» أن التصدّي لهذه الآفة المجتمعية جزء من منظومة الجهود والمساعي التي تقوم بها المؤسسة الشرطية في محاربة التسول، والآفات السلبية الأخرى، مشيرةً إلى أن التسول من الآفات المرفوضة، ومصدر للإزعاج، وتشوّه الوجه الحضاري للمجتمع، ولابد أن يعي الجمهور هذا الدور المناط في السيطرة والقضاء عليه وتخليص المجتمع من مخاطره.