بيروت: «الشرق الأوسط» قال قيادي معارض لـ«الشرق الأوسط» أمس إن رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر، اللواء سليم إدريس «لن يبقى في منصبه بعد هيكلة هيئة الأركان»، في حين دعا إدريس إلى «توحيد صفوف المقاتلين المعارضين في سوريا لمواجهة نظام الرئيس بشار الأسد». وأكد عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني المعارض، عبد الرحمن الحاج، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «النظام الداخلي الذي اعتمد عند تأسيس هيئة الأركان لا يسمح لإدريس بالاستمرار في موقعه الحالي»، مشيرا إلى «توجه عام لدى جميع الأطراف نحو إعادة هيكلة هيئة الأركان وانتخاب هيئة جديدة تحظى بإجماع جميع الكتائب المقاتلة على الأرض». وتزامن كلام القيادي المعارض مع إعلان رئيس أركان الجيش الحر، اللواء سليم إدريس العمل على «توحيد الصفوف»، مشددا في تسجيل مصور بث أمس على «الجهود التي تبذلها رئاسة الأركان للقوى العسكرية والثورية لمتابعة تأمين الإمداد العسكري والإغاثي للمقاتلين، وعلى درء الفتن وتوحيد الصفوف واستيعاب المقاتلين على الأرض، المؤمنين بأهداف ثورة الشعب السوري». وتوجه إدريس إلى «كل القادة عسكريين وثوريين، طالبا منهم التوحد صفا واحدا في مواجهة الظلم والطغيان»، قائلا: «إننا نبادر ونمد يدنا للجميع، نعد كل المقاتلين الثوار في وجه نظام (الرئيس السوري) بشار (الأسد) المجرم إخوتنا وأبناءنا». وتأتي تصريحات إدريس بعد اجتماعه، أول من أمس مع السفير الأميركي في سوريا، روبرت فورد حيث بحثا «ضرورة توحيد صفوف الثوار السوريين على الأرض لما فيه من مصلحة الشعب السوري»، بحسب بيان صدر عن هيئة أركان الجيش الحر. وأوضح البيان أن «رئيس هيئة الأركان قدم للوفد الأميركي عرضا عن الجهود التي تقوم بها الأركان بالتنسيق مع مختلف الفصائل الثورية لتوحيد صفوفهم على الأرض وتوحيد البندقية بوجه بشار الأسد، وحماية الشعب السوري». كما شرح اللواء إدريس، بحسب بيان الأركان، «الصعوبات التي تواجه عمل الجيش الحر على الأرض، والجهود التي تبذلها هيئة الأركان لتفعيل آليات العمل بمشاركة كل القوى الثورية والعسكرية الفاعلة على الأرض لحماية ومصلحة الشعب السوري». ونقل بيان أركان الجيش الحر عن السفير الأميركي لدى سوريا نفيه «كل ما نسب في الإعلام خلال الأيام الماضية حول تغير موقف بلاده من رأس النظام بشار الأسد، واحتمال بقائه لفترة معينة». إضافة إلى تأكيده، كما نقل البيان عن فورد، «استمرار دعم حكومة الولايات المتحدة الأميركية وثقتها بهيئة الأركان ورئيسها». ويشهد الميدان السوري تراجعا ملحوظا لحضور الجيش الحر مقابل تصاعد نفوذ المجموعات الإسلامية والجهاديين؛ إذ تمكنت قبل أسبوعين «الجبهة الإسلامية» التي شكلت حديثا من مجموعات إسلامية بارزة، من السيطرة على مخازن أسلحة تابعة لهيئة الأركان على مقربة من الحدود التركية. ورحب مصدر معارض مقرب من «الجبهة الإسلامية» بالكلام عن إعادة هيكلة «هيئة الأركان»، مشيرا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الهيكلة الجديدة لا بد أن تعكس توازنات القوى على الأرض». ونفى المصدر وجود أي خلاف بين الضباط الميدانيين و«الجبهة الإسلامية»، مؤكدا أن «المشكلة تنحصر باحتكار اللواء سليم إدريس القرار وعدم توزيع السلاح الذي يصل من الجهات الممولة بشكل عادل». ورأى المصدر أن «عدم قبول الجبهة بالجلوس مع الأميركيين جاء لقطع الطريق على أي محاولة غربية لكسب الوقت»، مشددا على أن «الغرب لم يقدم ولو خطوة واحدة تدل على حسن نية تجاه الثورة»، قائلا: «الأميركيون يريدوننا أن نذهب إلى الحل السياسي من دون أن يساعدوا حتى بفتح ممرات إنسانية». وتشكلت الجبهة الإسلامية في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، في أكبر تجمع لقوى إسلامية يهدف إلى إسقاط الرئيس الأسد وبناء دولة إسلامية. ومن أبرز هذه المجموعات المنضوية في ظلها «لواء التوحيد» وجيش الإسلام وحركة «أحرار الشام». وعد تشكيل الجبهة نكسة للجيش الحر الذي كان يشكل مظلة لغالبية مقاتلي المعارضة، لا سيما أنه أدى إلى حرمانه من مجموعتين أساسيتين هما «لواء التوحيد» الناشط في محافظة حلب (شمال)، وجيش «الإسلام» الذي يقاتل خصوصا في ريف دمشق. كما أدت سيطرة «الجبهة» على المخازن إلى تعليق واشنطن ولندن مساعداتهما غير الفتاكة للشمال السوري إلى المجموعات المصنفة «معتدلة»، وذلك خشية وقوعها في يد الجماعات المتطرفة.