×
محافظة المنطقة الشرقية

مقيم مصري يهدي المملكة أغنية

صورة الخبر

لا تكاد الفنانة الفلسطينية الشابة ولاء أبوالعيش، تضع رأسها على وسادتها ليلاً حتى تداهمها أفكار فنية جديدة، سواء في لوحة بدأتها أو أخرى تنوي إنجازها. تعيش ولاء (22 عاماً) حالة فنية فريدة من نوعها، اكتشفتها أسرتها ورعتها، واحتضنتها وسعت إلى تطويرها بكل الطرق المتاحة، لتنال هذه الفتاة العشرينية صدى واهتماماً على نطاق واسع في قطاع غزة المحاصر. ولاء، التي تقطن مع أسرتها في مدينة رفح على الحدود الفلسطينية المصرية جنوبي قطاع غزة، لا تترك فرصة من خلال الاطلاع والممارسة والبحث، إلا وتسعى من خلالها إلى تنمية قدراتها الفنية، والحصول على خبرة إضافية، سواء بالاحتكاك بكبار الفنانين التشكيليين في القطاع، أو عبر متابعة المعارض وكل ما هو جديد في عالم الفن. ونظراً لعدم قدرتها على السفر كالأغلبية من بين مليون و800 ألف نسمة يقطنون القطاع المحاصر منذ 8 أعوام، لجأت ولاء إلى استخدام شبكة الإنترنت كوسيلة للتواصل مع العالم الخارجي، والحصول على معلومات إضافية في مجال الفن التشكيلي. وكان من الطبيعي أن تلتحق الفنانة الواعدة بكلية الفنون الجميلة في جامعة الأقصى، وهي الكلية الوحيدة في قطاع غزة المختصة بالفنون، من أجل أن تصقل موهبتها بالدراسة العلمية.وتقول ولاء: منحني الله هذه الموهبة، وهي شيء أساسي، غير أنها تحتاج إلى تطوير وصقل، ومن المهم ألا يكتفي الإنسان بما وجد نفسه عليه، وأن يسعى جاهداً من أجل التطوير وكسب المزيد من المعارف والخبرات، وذلك يعجل من وصوله إلى غايته وهدفه المنشود. كامل المغني، الفنان الفلسطيني المعروف، هو قدوة ولاء ومثلها الأعلى، وكل طموحاتها أن تترك أثراً في نفوس الغزاويين كذلك الذي تركه المغني، الذي يعتبر واحداً من مؤسسي رابطة الفنانين التشكيليين في فلسطين، إضافة إلى مساهمته في تأسيس جمعية الفنانين التشكيليين في قطاع غزة. تعلم أنها في بداية المشوار وأن أمامها الكثير لتنجزه، وتعلم أن الطرق نحو ذلك محفوفة بكثير من الصعوبات والعقبات، لكن بعزيمة لا تلين تنوي ألا تستسلم أبداً، وأن تواصل ما بدأته لتصل إلى ما تريد، وأن تحقق ذاتها واسمها، وأن يحقق فنها ذلك الصدى الذي تطمح إليه. فلسطين تعج بالمثقفين والمبدعين. الفنانون فيها كثر ينتظرون فرصة كي يثبتوا للعالم أن موهبتهم فريدة أيضاً، هكذا تتحدث أبوالعيش عن البيئة التي تربت بها وانطلقت منها، وتقول: نحن كبقية شعوب العالم نحب الحياة، ونسعى إليها ما استطعنا لذلك سبيلاً، ونبحث فيها عن تميزنا، ولدينا ما نتحدث عنه ونقدمه ونؤثر فيه، ولكن كل هذا مقيد بسبب الاحتلال الإسرائيلي الجاثم على صدورنا منذ نحو 7 عقود، إضافة إلى الحصار الخانق الذي يعزلنا في قطاع غزة عن بقية العالم. العمل الفني منح الشابة الصغيرة ثقة أكبر بنفسها، وإيماناً بأفكارها وتطلعاتها، وأصبح لديها هدف تسعى إليه، وأسلوب رسمته لحياتها تعيش به ومن خلاله. أمنيتها التي لم تتحقق بعد، معرض فني خاص بها تقدم فيه إنتاجها الخاص، لكنها تسعى إليه قريباً، بعد مشاركتها في عديد من المعارض الفنية المحلية، وحصولها على جملة من الجوائز والألقاب من خلال هذه المشاركات. لكن حلم ولاء الكبير هو أن تتمكن يوماً من تمثيل فلسطين في معارض فنية خارجية، وتحمل لقب سفير لبلادها، وتعرف العالم برغبة الشعب الفلسطيني في حياة كريمة بلا احتلال.