ما هو واقع اللاجئين الفلسطينيين بعد مرور 67 عاماً على النكبة الفلسطينية؟ وهل العودة إلى فلسطين في ظل الظروف الحالية التي يعيشها العرب والمسلمون مطلباً واقعياً؟ وما هي رسالة اللاجئين الفلسطينيين بعد كل هذه السنوات من عمر النكبة؟ هذه الأسئلة وغيرها حملتها صحيفة كل الوطن، لعدد من الباحثين والمسؤولين والفعاليات والمهتمين من اللاجئين، فكان التحقيق التالي: رغم الليل سيبزغ النهار أكد المنسق الإقليمي لمركز العودة الفلسطيني في المنطقة العربية، علي هويدي، لصحيفة كل الوطن أنه على الرغم من المعاناة الإنسانية التي يعيشها حوالي ثمانية ملايين لاجئ فلسطيني في المخيمات والتجمعات والشتات، لا سيما نتيجة الحدث الجلل المستجد مع أهلنا اللاجئين من فلسطينيي سوريا. وبعد 67 سنة من عمر النكبة، لا تزال البوصلة باتجاه العودة إلى المدن والقرى الفلسطينية التي طردوا منها على أيدي العصابات الصهيونية إبان النكبة في العام 48، بدليل أن 48% من اللاجئين الفلسطينيين لا يزالون يعيشون في فلسطين الإنتدابية في غزة والضفة والداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، وأن نسبة 40% يعيشون في الدول المحيطة بفلسطين في سوريا ولبنان والأردن، أي أماكن اللجوء وهي مناطق عمليات الأونروا الخمسة و6% في بقية الدول العربية و6% في الدول الغربية، وان عدد الفلسطينيين في فلسطين الإنتدابية سيتساوى مع عدد اليهود في العام 2016، وأن 92 قرية تلك الباقية في فلسطين المحتلة بعد تدمير الاحتلال لـ 531 قرية ومدينة فلسطينية أخرى قد أصبح عددها بعد 67 سنة 116 قرية.. وقالت الدكتورة والصحافية والشاعرة انتصار الدنان، لصحيفة كل الوطن إن الواقع الفلسطيني في الشتات والداخل الفلسطيني المتحل في حالة تشرذم وانقسام، ليس هناك أفق لإنهاء الاحتلال الصهيوني إن بقينا على هذه الحال. ورأى الكاتب والصحافي عبد معروف أن الواقع الفلسطيني في لبنان هو الأسوأ منذ النكبة عام 1948، على المستويات السياسية والأمنية والاجتماعية والثقافية ما يشكل مظاهر خطيرة لمستقبل القضية السياسية والانسانية لشعبنا. الكاتب والصحافي عبد معروف وقال الصحافي والمصور الفلسطيني، خليل العلي، لصحيفة كل الوطن ..كأنه لا تكفي معاناة الفلسطيني من الاحتلال الصهيوني حتى صارت معاناته الكبرى من الأشقاء العرب، وبدلاً من أن يقفوا معه وقفوا ضده، ولا أجد مبررا لمنع الفلسطيني من دخول البلاد العربية على أقل تقدير، رغم أن الفلسطيني أينما حل كانت له مساهمة كبرى في البناء... ويرى مدير منظمة ثابت لحق العودة، سامي حمود، أن الشعب الفلسطيني في هذه الأيام يعيش واقعاً لا يُحسد عليه في اللجوء والشتات، فهو يعيش القهر والحرمان في لبنان بدون حقوق، ولا يصل الأمر إلى هذا الحد بل يتجاوز إلى مستوى التحريض سامي حمود مدير منظمة ثابت المستمر ضده والمحاولة بإلصاق صفة الإرهاب زوراً وبهتاناً، من أجل استمرار التضييق على المخيمات مما يدفع المزيد من اللاجئين للهرب خارج لبنان بحثاً عن مكان أكثر أمنا وعدلاً. ويرى الاعلامي والشاعر الفلسطيني، ياسر علي، أن الواقع السياسي الفلسطيني يظل، ككل عام دون طموحنا كلاجئين، في الوقت الذي يسجل فيه واقع المقاومة الفلسطينية انتصارات ومفاجآت ترفع من سقف طموحنا. واقع الفلسطينيين يتحرك ضمن هذين الحدّين.. حد التراجع السياسي، وحدّ التطور النضالي المقاوم. ويعتبر الأستاذ وسيم الوني (فلسطيني من مخيم اليرموك)، أن الأحداث الجارية في سوريا جاءت لتلقي بظلالها على فلسطينيي سوريا، خصوصا في مخيم اليرموك.. وهنا هبت رياح النكبة الجديدة لتعصف بأهل مخيم اليرموك إلى الأقطار المجاورة ليعيشوا مرارة الغربة والتشرد والحرمان فلا سكن يأويهم ولا طعام يسكت جوعهم وهذا ما سماه أبناء شعبنا الفلسطيني بالتغريبة الفلسطينية الجديدة التي ظهرت بشكل كبير في قوارب الموت. ويؤكد الاعلامي، وأمين سر التجمع الوطني لأسر شهداء فلسطين في لبنان، عصام الحلبي، لصحيفة كل الوطن أن القضية الفلسطينية تتعرض لأبشع مؤامرة، تستهدف الهوية والتاريخ، والإنسان الفلسطيني وحقه في وطنه وعودته إليه. الاعلامي عصام الحلبي امين سر التجمع الوطني لاسر شهداء فلسطين في لبنان وتتجلى هذه المؤامرة في سياسة التهويد الممنهج والاستيطان لخلق واقع جديد على الأرض يمنع الفلسطينيين من تحقيق تطلعاتهم في إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف. واعتبر الاعلامي الدكتور رمزي عوض، أن النكبة أصبحت جزءً من التراث والواقع والحضارة. وتفرض تحديات عديدة على كل الأصعدة الوطنية والاقتصادية والاجتماعية.. العودة حق وأجمعت الآراء على حق العودة إلى فلسطين، ويقول سامي حمود ـإن الشعب الفلسطيني هو أكثر الشعوب حيوية وحراكاً وتفاؤلاً وإيماناً بحتمية تحرير أرضه وعودته الكريمة. ويقول علي هويدي أعتقد كلاجئين وفي كل عام بتنا للعودة أقرب وهناك أكثر علي هويدي المنسق الإقليمي لمركز العودة الفلسطيني في المنطقة العربية من مؤشر على ذلك، أبرزها أن الرواية الفلسطينية الحقيقية باتت تتقدم وبخطوات إستراتيجية أمام الرواية الصهيونية المزيفة وترى انتصار الدنان أن العودة إلى فلسطين حق، وهو ليس مطلباً، () فلذلك يجب أن ننتزع حقنا انتزاعاً. ويؤكد خليل العلي أن انتصار الدنان دكتورة انتصار الدنان صحافية وأستاذة لغة عربية وشاعرة فلسطينية العودة مطلب واقعي في ظل أي ظروف، لأننا لن نتخلى عن أرضنا تحت أي ظرف مهما كان.. . والكلام نفسه يؤكد عليه عصام الحلبي، بالقول العودة إلى أرض فلسطين، ليس مطلبًا بل هو حق فردي وجماعي لكل فلسطيني، وهذا الحق لا يذهب لا بتقادم الزمن ولا بغيره. ويعتبر وسيم الوني: أن العودة باتت حلماً يلاحقنا حتى ولو ركبنا بقوارب الموت وخضنا غمار البحر بهدف الحصول على حياة كريمة نرجوها في بلاد الغرب يبقى حلم العودة لفلسطين ملازماً لنا في كل وقت وكل زمان. وبنبرة تفاؤلية يقول ياسر علي إن الفلسطينيين لم ييأسوا يوما من أمل العودة، فنحن «شعب محكوم بالأمل»، والعودة بالنسبة إلينا حتمية دينية وتاريخية وواقعية ومنطقية، وكلما مر يوم على اللاجئين احتسبوه يوماً مضى من عمر النكبة ويوماً اقترب على طريق العودة. الاعلامي والشاعر ياسر علي وأشار عبد معروف بأن النضال الفلسطيني ورغم الانتكاسات سوف يستمر، يخفت حينا ويتصاعد أحيانا، انعكاسا للظروف الذاتية والموضوعية التي تمر بها القضية الفلسطينية، لكن ورغم كل ذلك فالصراع سوف يستمر وإن بأشكال مختلفة، وبالتالي فإن تحقيق أهداف النضال الفلسطيني العادلة ربما تكون صعبة في مثل هذه المرحلة إلا أنها ليست مستحيلة، بل أكيدة في وقت ما من الزمن القادم. رسالة اللاجئين وقال المشاركون في التحقيق الخاص لصحيفة كل الوطن إن رسالة اللاجئين – كما يقول ياسر علي ـ هي المطالبة بالعمل الجدي من أجل العودة والتحرير. والعيش بكرامة، والتأكيد أن الهجرة والشتات لن يكونوا عائقا أمام تمسكهم بحقهم ببلادهم.. ودعا علي هويدي إلى تكريس الوحدة الوطنية وإنهاء حالة الإنقسام، وأضاف على جامعة الدول العربية تحمل مسؤولياتها والعمل على تفعيل وتطوير بروتوكول الدار البيضاء لعام 1965، ومعاملة اللاجئ الفلسطيني في الدول العربية معاملة المواطن كي يعيش بكرامة مع الإحتفاظ بجنسيته الفلسطينية، وحمّل وكالة الأونروا المسؤولية المباشرة عن الأوضاع الإنسانية للاجئين الفلسطينيين ودعاها إلى توفير الخدمات كاملة من تعليم وصحة وإغاثة.. والسعي لتطوير برنامج الحماية الخاص بالوكالة ليشمل الحماية الجسدية وقال عبد معروف أثبتت مراحل تاريخ النضال الفلسطيني على أن الهزائم في مرحلة تاريخية محددة لا يعني بأي حال من الأحوال أن هذه الهزائم أزلية وأبدية، بل هي مرحلة قاسية، يمكن تجاوزها بالنضال والثورة والارادة الصلبة في مواجهة الاحتلال ومعسكر الأعداء. وهذا يتطلب المزيد من الصبر وقوة الارادة واستمرار النضال وحشد القوة والوحدة ونبذ الخلافات والوعي والتنظيم. وقال سامي حمود: تمضي السنون ونحن لا زلنا لاجئين مشتتين خارج الوطن ولكن مرور الزمن لن يُنسينا أرضنا وحقوقنا ومقدساتنا وستبقى فلسطين حاضرة في حياتنا اليومية.. الصحافي والمصور خليل العلي واعتبر خليل العلي أن رسالة اللاجئ الفلسطيني هي التمسك بجذوره، وعلى الدول المضيفة للاجئين أن تحسن معاملتهم لحين العودة. ودعا رمزي عوض اللاجئين إلى التمسك بالحقوق الوطنية والانسانية وإعادة زرع ثقافة التحرير ونبذ أي أفكار تحيد الفكر عن بوصلة فلسطين. أما وسيم الوني فقال كلما ازداد ظلام الليل كلما اقترب الفجر من البزوغ لاستعادة مقدساتنا وأرضنا. د. رمزي عوض مدير شبكة الترتيب العربي وهكذا.. يبقى الإصرار على المضي بطريق النضال حتى العودة إلى فلسطين.