قال وزير الخارجية الإسرائيلي السابق أفيغدور ليبرمان إنه لا توجد أمام إسرائيل فرصة لتوقيع اتفاق سلام دائم مع الفلسطينيين وعليها أن تسعى بدلا من ذلك إلى توقيع اتفاق انتقالي طويل الأجل. وتهدف تعليقات ليبرمان فيما يبدو إلى تقليل التوقعات في الداخل والخارج بشأن جهود جديدة لإحلال السلام. وليبرمان قومي متشدد تحالف حزبه مع حزب الليكود بزعامة نتنياهو في قائمة فازت في الانتخابات التي جرت في 22 يناير/كانون الثاني. وربط ليبرمان في مقابلة تلفزيونية بين الجمود السياسي المستمر منذ عامين وبين الانتفاضات في العالم العربي التي أعطت دفعة لجماعات إسلامية معادية لاسرائيل. وقال ليبرمان للقناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي السبت "أي أحد يعتقد أن من الممكن أن نصل إلى حل سحري لسلام شامل مع الفلسطينيين في قلب هذا المحيط الاجتماعي الدبلوماسي .. هذا التسونامي الذي يهز العالم العربي هو شخص لا يدرك الامور." وأضاف قائلا "هذا مستحيل. من غير الممكن حل الصراع هنا. الصراع يمكن إدارته ومن المهم إدارة الصراع... والتفاوض للتوصل إلى اتفاق انتقالي طويل الأجل." وقال ليبرمان -وهو نفسه مستوطن في الضفة الغربية- إن الكرة "في ملعب أبو مازن (عباس)" لإحياء الدبلوماسية. إحلال السلام وردا على سؤال حول رؤية نتنياهو لفرص إحلال السلام من خلال اتفاق مع الفلسطينيين أشار ريجيف إلى كلمة لرئيس الوزراء المحافظ يوم الثلاثاء قال فيها إنه بينما تواجه إسرائيل تهديدات من أعدائها فانها "يجب عليها أن تسعى أيضا من أجل سلام آمن ومستقر وواقعي من جيراننا." وأثارت زيارة مزمعة للرئيس الأمريكي باراك أوباما الى اسرائيل والأراضي الفلسطينية في الربيع القادم والتي اعلن عنها هذا الأسبوع تكهنات بممارسة ضغوط خارجية من أجل إحراز تقدم دبلوماسي رغم أن واشنطن هونت من هذا الاحتمال. وقطع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، المحادثات أواخر 2010 احتجاجا على الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة. وأثار عباس غضب إسرائيل والولايات المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني بحصوله على موافقة على رفع تمثيل الفلسطينيين في الأمم المتحدة. ويذكر أن هذه الخطوة تمثل اعترافا ضمنيا بالاستقلال الفلسطيني في كل أراضي الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة. وتصر إسرائيل على الاحتفاظ بالقدس الشرقية وغالبية المستوطنات في الضفة الغربية في أي اتفاق سلام نهائي. "غير شرعية" وتعتبر معظم القوى العالمية المستوطنات غير شرعية لأنها أقيمت على أراض احتلتها إسرائيل في حرب 1967. وقال مارك ريجيف المتحدث باسم نتيناهو تعليقا على المقابلة إن ليبرمان يعبر عن رأيه الشخصي. وأيد نتينياهو في السابق إقامة دولة فلسطينية لكنه كان حذرا فيما يتعلق بحدودها واستعداده لتفكيك المستوطنات الإسرائيلية. ومن غير الواضح الدور الذي سيضطلع به ليبرمان في الحكومة الائتلافية القادمة لأنه يواجه محاكمة بتهم الفساد. وإذا ادين فانه قد يمنع من شغل منصب وزاري. وينفي ليبرمان ارتكاب أي مخالفات وقال إنه يرغب في شغل منصب وزير الخارجية من جديد الذي استقال منه بعد أن أعلنت لائحة اتهام ضده العام الماضي.