أثار الصديق القديم الأستاذ زين أمين، مساعد المدير العام للتموين بالخطوط السعودية من عام 1997م إلى 2004م، في صفحته بالفيس بوك بعض الأسئلة التي وصفها بأنها "ليست بريئة" تضمنت التالي: * لماذا لا نكرم روّادنا. وفنانينا وعلمائنا. ومبدعينا. أثناء حياتهم ونعترف أن بعضهم سابقو عصرهم..!!؟؟ * لماذا لا يكون لزاماً على مؤسساتنا ومنظماتنا دور ورسالة وخدمة ومسؤولية اجتماعية.. من خلال محفزات نظامية تشرعها أجهزة الدولة؛ للوفاء بها؟! * لماذا لا نُشيِّد منارة للوفاء. تسجل زفرات وعبرات مفكّرينا وأدبائنا وفنانينا ومبدعينا.. ليسترشد بها المجتمع. لتسجيل ذاكرته وصياغة تاريخه؟! *** ما أثاره زين أمين هي أسئلة في مكانها، وتُشكِّل لفتة هامة، فهي طروحات، كما وصفها صديق الفيس بوك الأستاذ مصطفى فلمبان، وأرجعها لسببين، أولا: عدم فهمنا الحقيقي لثقافة التكريم للمستحق، واللامبالاة في ماهية المردود الإيجابي على المُكرَّم. ثانيا: عدم تواجد لجنة مختصة برعاية ودعم حكومي قوي مهمتها تتبع خطوات وإنجازات الرواد والمميزين في البلد في كل القطاعات والمجالات حتى نحفظ حقوقهم العلمية والأدبية وليصبحوا علامات بارزة للأجيال القادمة. *** المؤسف، كما يقول الأستاذ محمد سندي، أن أيًا من مُبدعينا لم يُكرَّموا في حياتهم ولا حتى بعد رحيلهم، وهي ظاهرة ننفرد بها عن غيرنا بشكل غير عادي، والأمر برأيي ليس غريباً، فهناك من يعترض على احتفالنا باليوم الوطني مثلاً، فما بالك بتكريم الرواد. جميل أن نتذكر روادنا، وليت هذا يحدث، فمصر مثلاً تحتفل بروادها كنجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس، في حين يقبع روّادنا كالمنيف والأستاذ أحمد السباعي وحسن عبدالحي قزاز في عالم النسيان..! *** أما الأستاذ يعرب بالخير، مدير عام العلاقات العامة السابق بالخطوط السعودية، فقد أرجع ذلك إلى أن تلك الشخصيات تُلقى عليها الأضواء خلال فترة نجوميتهم وشهرتهم فقط. ثم بعد انطفاء تلك النجومية والشهرة يدخلون إلى عالم النسيان تدريجياً لعدة أسباب قد يكون بعضها بسبب انقطاع العطاء أو المرض أو الاعتزال أو الشيخوخة دون الأخذ في الاعتبار تقدير إنجازاتهم خلال حياتهم. وعند الوفاة تقوم القائمة والأمة لتذكر محاسن موتاهم، ويتحدثون عن تلك الشخصية ويذكرونها، وتنتهي الذكرى والسيرة مع انتهاء مراسم العزاء وتدفن معه أو معها. *** إن من يُكرَّم عادة، كما يقول الأستاذ أحمد يحيى المراغي، هم أولئك الذين يقبعون في وظائفهم ومناصبهم، فهم مَن ينالون التكريم والثناء والمدح والغناء.. طالما ظلّوا على كراسيهم، سواء في السياسة أو في الصحافة، أو اﻹعلام أو اﻷدب، أو الرياضة أو حتى التمثيل. وهو أمر أُمثِّله بالمثل الشعبي الذي يقول: "الغايب مالو نايب.."!! * نافذة صغيرة: (هذا حالنا وسنظل نتوارى خلف الكلمات على صفحات لا تُسمن ولا تُغنى من جوع، والعاقبة عند المسرات وسلّموا لي على التكريم).. أحمد يحيى المراغي. nafezah@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain