أم المصائب في مفهوم كرة القدم لدينا أن يختار الشخص أي شخص كان وبمزاجه؛ معيار الحكم على نجاح أو فشل عمل شخص آخر، بمعنى أن يكون محملاً بترسبات قديمة فينتظر حتى يجد ثغرة يمرر من خلالها الآراء المبنية أصلاً على تلك الترسبات، وهذا في رأيي قمة التعصب للرأي بل والجبن في عدم إعلانه صراحة حتى لو كان فيه صبغة من الدهاء والمكر. أما أبو المصائب وعمها وخالها لدى نقادنا وبعض جماهير الكرة لدينا فهو الرأي اللحظي والمبني على العاطفة، إذ يبني الناقد رأيه بناء على موقف حدث مؤخراً ولا ينتظر ليأخذ الأمر وقته الكامل ومن ثم يحكم عليه، كما أنه ينسف جميع ما سبق. وبين عائلة المصائب عشنا وبسببها كسرنا الرقم القياسي في عملية إقالة المدربين وتغييرهم حتى أن احد الاندية الكبيرة سبق وأن اشرف عليها خمسة مدربين في موسم واحد. قبل أيام خسر الهلال موقعة ال"دربي"، وعلى الرغم من كونها مباراة دورية قيمتها الحقيقية ثلاث نقاط، وعلى الرغم أيضاً من الخسارة لم تقص الهلال من المنافسة؛ إذ انزلته من المركز الأول إلى الثاني وبفارق نقطتين فقط، إلا أن الانتهازيين من عائلة المصائب إياها وجدوها فرصة سانحة لإظهار ما أخفوه منذ بداية الموسم وبدأوا بالتشكيك بمدرب الفريق سامي الجابر مباشرة وكأنه لم يكن حتى الدقيقة تسعين من مواجهة ال"دربي" متصدراً، وكأنه هو من قال لحارس المرمى الأزرق عبدالله السديري اخرج برعونة من مرماك وعرقل الخصم الذي يتواجد معه أحد المدافعين!! ولا يعلم هؤلاء أو ربما تجاهلوا أن الهلال ومنذ بداية الدوري وحتى الآن هو الأفضل هجوماً وتسجيلاً وصناعة للأهداف وهو من فاز بنتائج كبيرة على منافسيه في بطولة الدوري خلال السنوات العشر الأخيرة الاتحاد والشباب، كما تجاهل المصائبيون أن الهلال الاول واجه النصر الثاني بمعنى أنه واجه منافسه المباشر على الدوري؛ وبالتالي أي ملم بكرة القدم يعلم جيداً أن النتيجة ليست مضمونة لفريق دون آخر، كما تجاهل هؤلاء أيضاً أن الدوري مازال في جولته العاشرة بمعنى أن حتى الدور الأول "الذهاب" تبقى منه ثلاث جولات، ومن بعده دور ثان كامل فيه من القصص والحكايات والدراما والفرح والدموع الكثير والكثير. أنا هنا لا أدافع عن سامي الجابر فهو ليس بحاجة لمحام لأنه تعود أن ينتصر لنفسه بنفسه بدليل تاريخه المطرز بالإنجازات، ولكنني أتحدث من منطلق المنطق والعقل، لأن الحكم المجرد من العاطفة لا يمكن أن يبنى في يوم وليلة، أو يكون مخزناً من قبل ويخرج فجأة، الحكم الصحيح لا يأتي إلا بعد تمنح العمل وقته الكامل ويكون معيارك الحقيقي حجم الإيجابيات والسلبيات ومدى تفوق إحداهما على الأخرى، أما أن يكون المعيار هو اسم صاحب العمل أو المكان الذي ينتمي له فهذا تالله قمة التعصب وبؤرة المصائب. أعلم أن سامي المدرب كغيره من المدربين يصيب ويخطئ كما أعلم أن هناك أخطاء فنية تركز معظمها في الحراسة والدفاع، كما أعرف جيداً أن اللعب بدفاع متقدم بتواجد مدافعين ومحور ارتكاز يتسمون بالبطء نتائجه كوارثية؛ ولكن بالتأكيد هو يعرف فريقه أكثر مما أعلمه ويعلمه المحللون والنقاد والجماهير بمراحل لأنه مدرب الفريق ولذلك سأختم بإعادة ما قلته في بداية هذا الموسم؛ فقط امنحوا سامي المدرب الوقت كما منحتموه لغيره وسترون النتائج.