×
محافظة المنطقة الشرقية

الهلال الأحمر يوضح لــ«الوئام» حقيقة حادث بالحدود الشمالية

صورة الخبر

كنت كتبت في مقالي الماضي عن سير أربع من شابات دار التريبة الاجتماعية بالأحساء. اخترت سيرة أول فتاة وقفت أمامنا فكانت بهية مبهرة، هدى عبدالمحسن عبدالله.. كانت سيرتها بعنوان (قيمة الصفر)، كيف تحوله من يسار الرقم إلى يمينه.. لم تقل الباقيات حضوراً وإبهاراً عن هدى، ولكن لكل واحدة نكهتها الشخصية وحضورها المميز. السيرة الثانية هي:محطات القوة "ثريا عبدالغفار عبد المنعم". من على المنصة وقفت لمواجهة جمهور كبير، يملأ أكبر صالات فنادق الشرقية.. واثقة تمتلك طاقات القوة بين يديها، وحكت فأسهبت كيف تحول الضعف قوة، لقد وجدت الأمان في الدار، وسط بنيات بظروف مشابهة ومجموعة سيدات أحببن عملهن وأحببن تلك الصغيرات وراقبن عملية نموهن. ثريا في صغرها كانت طفلة ذكية ولماحة، حصلت على بعثة دراسية لمدة عشر سنوات في مدرسة أهلية مشهود لها بالتميز. عندما تحكي ثريا تنثر نجوم حب للحياة والمستقبل، تحكي بحب عن مدرستها ومدرساتها وأخصائيتها وطبعاً مديرة الدار الأم للجميع، نوال المنقور، ثريا حتى الثانوية لم تجد محطة تؤلم مشاعرها، حدث ذات مرة أن كان مقرراً في درس الفقه كان عن اللقطاء، عندئذ تعكرت ثريا بكل كيانها، وقررت ألا تذهب للمدرسة ذاك اليوم، إلا أن أخصائيتها الاجتماعية، طمأنتها أنها ستعالج الموضوع، وفعلا تم معالجة الموضوع، وحذف الدرس من المنهج.. وانتهى الإشكال. وهي محطة القوة الأولى في حياة شابتنا الرائعة ثريا عبد الغفار. محطة القوة الثانية هي مشاركتها في الخدمات الاجتماعية عامة من زيارات مرضى ومرضى نفسيين، وفقراء وما إليه، كما مشاركتها بالأنشطة العامة عبر نادي (سماي) الذي أسسته وترعاه شركة أرامكو، عبر الشراكة المجتمعية التي تقدمها بعض الشركات الكبرى. في هذه المحطة انتقلت ثريا من متلقية للخدمة إلى صانعة لها طبعاً، محطتها القوية الثالثة هي الجامعة، جامعة الملك فيصل بالأحساء، جامعة كبيرة تضم تخصصات مختلفة، وثريا طالبة التربية فيها، تتفوق وتنجح وتبدأ دراسة الماجستير، بإيمانها بقدراتها ومساعدة رب كبير ستكمل المشوار حتى الدكتوراه، ولقد دعوت الله لها أن تكون أستاذة كرسي.. ثريا شابة طموحها كبر معها وقررت أن يكون لها أثر، وأثرها بان على وجوهنا جميعاً، وفرحت أكثر لأنني تذكرتها وزميلاتها في صغرهن ومراهقتهن قبل أن أترك عملاً أحبه وتغلغل في كياني، آسفة متألمة كنت. قبل أن أنهي مقالي أضع مقاطع جميلة من سيرة شابتنا حيث قوة التحدي تؤجج نار الطموح في ثريا: (ثريا هي تلك الإنسانة الطموحة، المكافحة، التي تحاول بكل قوة، وعزيمة، وثبات، مواجهة صعوبات الحياة التي تتعلق بظروفها، لست كاملة ولا أستطيع القول بأني لم أعانِ من ولم تمر بي لحظات ضعف، ولكني كنت بكل لحظة ضعف وفشل، أقرر أن أقف وأنجح، حتى أصبحت نشوة النجاح هدفي في كل مهمة).. إني يتيمة بظروفي لكني لست يتيمة بفكري وعقلي، إحنا بنات الدار لدينا قدرات وعندنا أهداف وطموح ومواهب أكبر من أن ندرس ماجستير، نقدر نحصل بعد على شهادة الدكتوراه. وأقول يارب أعلى وفي كل المجالات..