قصص نجاح عدة، شكلت إفرازات طبيعية لمجموعة الورش العملية والتفاعلية التي دأبت مؤسسة فن الفن الإعلامي للأطفال والناشئة في الشارقة، على عقدها سنوياً، لتضع الأطفال على أول دروب صناعة الإعلام والفن السابع، من خلال ورش تلقنهم أساسيات السينما، والتصوير وتأليف النصوص واحتراف الانيمشن والإخراج السينمائي وغيرها، فكل ذلك يأتي إيماناً من المؤسسة بأن تعليم الصغر يظل نقشاً في الذاكرة. ورغم أن السينما تشكل العمود الفقري لمجموعة الورش التي تقدمها المؤسسة، إلا أنها ظلت تمثل فرعاً من شجرة المؤسسة المثقلة بنتائج هذه الورش، التي جاءت لتخدم أبناء سكان الشارقة التي تفتقر إلى نوعية هذه الورش المتخصصة، ويقدمها ثلة من المدربين المحترفين والمعروفين على اختلاف هذه المجالات، وهو ما أكدته الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي مديرة مؤسسة فن مديرة مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل، في حوارها مع البيان والتي قالت فيه إن معظم هذه الورش تستهدف الأطفال من سن العاشرة وما فوق، مشيرة إلى أن هناك خطة لفتح المجال أمام الأطفال الأصغر سناً للمشاركة في هذه الورش، مؤكدة أن نتائج هذه الورش جيدة، وأنها تمكنت من الكشف عن مواهب صاعدة، يمكن أن يلمع نجمها مستقبلاً إذا استمر الاهتمام بها. معرض سنوي أعمال المشاركين في ورش مؤسسة فن، تظهر للعيان سنوياً خلال معرض موسع يقام على هامش مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل، والذي لم يقتصر منذ انطلاقته وحتى الآن على عرض الأفلام، وإنما اهتمت إداراته بضرورة تعزيز وعي الأطفال بالفن السابع وتقنياته، من خلال ورش تقام على هامش عروض الأفلام. وتقول القاسمي: عندما بدأنا بحث فكرة إطلاق مهرجان سينمائي، لم نكن نرغب بتخصيص الورش التي تقام على هامشه في مجال السينما فقط، وإنما أردنا أن نوسع ذلك من خلال عقد ورش تخص الفن الإعلامي بشكل عام. وأضافت: هدفنا من خلال مجموعة الورش هذه هو إعداد جيل كامل، يفهم لعبة السينما والفن الإعلامي ويستطيع المشاركة فيها ووضع بصماته عليها. جودة عالية ورش مختلفة تتخذ المؤسسة على عاتقها الترتيب لعقدها، ليصل عددها إلى 11 ورشة، وفقاً لتعبير جواهر القاسمي، التي قالت: خلال فترة لا تتجاوز 6 أشهر تعقد المؤسسة 11 ورشة متنوعة، وجلها مجانية، ونتطلع حالياً إلى زيادة عددها، ولكن برغم ذلك نحرص على أن تكون ذات مستوى جودة عالٍ، وناتج كل هذه الورش نعرضه على هامش مهرجان الشارقة السينمائي. جواهر أكدت أن هذه الورش أثبتت نجاعتها. وقالت إنها ساهمت بتخريج واكتشاف عدد من المواهب الصغيرة، مبينة أن هذه الورش تلقى إقبالاً واسعاً خاصة في فترات الإجازة. وقالت: خلال الفترة الماضية لاحظنا وجود تطور لافت في قدرات ومعرفة الأطفال الذين اعتادوا المشاركة في ورشنا، وقد بدأنا بالاستفادة من هؤلاء الأطفال عبر منحهم الفرصة لتدريب شريحة الأطفال الأصغر سناً. وتابعت: نحاول دائماً التجديد في طبيعة ومواضيع الورش التي تقدمها المؤسسة، ونحرص أن تكون مفيدة للأطفال وقادرة على منحهم معلومة جديدة. اتفاقيات لتفعيل هذه الورش، أشارت جواهر القاسمي إلى وجود اتفاقيات تعاون مع وزارة التربية والتعليم. وقالت: هذه الاتفاقيات فتحت المجال أمام طلبة المدارس للمشاركة في هذه الورش. وتابعت: لم تكتف المؤسسة بذلك وإنما عملنا على توسيع دائرة نشاطاتنا من خلال برامج تبادل مع مؤسسات خارج الدولة، بحيث يتاح المجال لأن يشارك أبناؤنا في ورش خارج الدولة، وهو ما يرفع من ثقتهم بأنفسهم ويفتح أمامهم عالماً جديداً من الابتكار والإبداع. فعاليات تتضمن أنشطة المؤسسة الصيفية التي انطلقت في 16 الجاري، وتتواصل حتى 21 أغسطس المقبل، 4 فعاليات رئيسية، هي: المخيم الصيفي فن - تاستيك، وورشة تصميم الشخصيات الكرتونية، وورشة تصميم الملصقات، وورشة صنع الأفلام السينمائية التي ستعقد خلال الفترة من 7 - 21 أغسطس المقبل، وتتيح للمشاركين فرصة اختيار موضوع معين لأفلامهم، وتشتمل تنظيم رحلات لأماكن واستوديوهات مختلفة لتعليم الأطفال المزيد حول الفن.