بعد يوم واحد من تهديدها باستخدام الأسلحة النووية ضد الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية، أعلنت كوريا الشمالية -اليوم الثلاثاء- أنها فرغت من تحديث مجمعها النووي الرئيسي وأعادت تشغيل كافة منشآت إنتاج الوقود النووي. وأوردت وسائل الإعلام في كوريا الشمالية أن مرافق إنتاج البلوتونيوم وتخصيب اليورانيوم بالمجمع النووي الرئيسي في يونغبيون "أُعيد ترتيبها وخضعت لتغييرات أو تعديلات وبدأت العمل كالمعتاد". وأمس الاثنين حذرت بيونغ يانغ من أنها مستعدة لإطلاق صواريخ طويلة المدى مزودة بقنابل نووية تجاه الأراضي الأميركية. وقال مدير معهد الطاقة الذرية في كوريا الشمالية "إذا ما ظلت الولايات المتحدة والقوى المعادية تصر على انتهاج سياساتها العدوانية المتهورة فإننا جاهزون تماماً لمواجهتهم بالأسلحة النووية في أي وقت". " مارست القوى العالمة الكبرى ضغوطاً شديدة على دول مثل إيران وليبيا وسوريا والعراق لثنيها عن المضي قدماً في سياساتها النووية. وتوصلت في يوليو/تموز الماضي إلى اتفاق مع طهران استطاعت بموجبه تقييد برنامجها النووي " وجاء هذا التحذير بعد تلميحات قوية من بيونغ يانغ بأنها تفكر في إطلاق قمر اصطناعي على متن صاروخ طويل المدى في الذكرى السبعين لتأسيس حزب العمال الكوري الحاكم التي توافق العاشر من أكتوبر/تشرين الأول. من جانبها وصفت وزارة الدفاع في كوريا الجنوبية إطلاق الصاروخ بأنه انتهاك "خطير" لقرارات الأمم المتحدة، لكنها أكدت أنها لم ترصد أي مؤشرات تدل على أن كوريا الشمالية تعد العدة لمثل هذا الإطلاق. ورأت وكالة أسوشيتد برس للأنباء -ومقرها نيويورك- أن من شأن الإعلان عن عودة منشآت كوريا الشمالية النووية إلى العمل أن تدفعها أكثر نحو مواجهة مع واشنطن وحلفائها. ويعتقد العديد من المحللين أن بيونغ يانغ قصدت من وراء تهديدها باستخدام الأسلحة النووية "دفع الولايات المتحدة للدخول في مفاوضات معها قد تُفضي إلى تنازلات لصالح كوريا الشمالية"، بحسب أسوشيتد برس. وظلت كوريا الشمالية لعقود من الزمن منهمكة في محاولة تجويد صناعة صاروخ طويل المدى ومتعدد المراحل. وبعد سلسلة من الإخفاقات وضعت أول أقمارها الاصطناعية في الفضاء على متن صاروخ بعيد المدى أطلقته أواخر عام 2012. ويمثل إصرار كوريا الشمالية على تطوير برامج صواريخها البالستية وتهديداتها المتكررة باستخدام الأسلحة النووية ضد الغرب بقيادة أميركا تحدياً أمام الدول المعنية التي بدت عاجزة إزاءها. ويتناقض موقف الدول الغربية تجاه كوريا الشمالية مع مواقفها من دول عربية وإسلامية رأت واشنطن وحلفاؤها الغربيون أنها بصدد السعي لتبني برامج للطاقة النووية. ومارست القوى العالمة الكبرى ضغوطاً شديدة على دول مثل إيرانوليبياوسورياوالعراق لثنيها عن المضي قدماً في سياساتها النووية. وتوصلت في يوليو/تموز الماضي إلى اتفاق مع طهران استطاعت بموجبه تقييد برنامجها النووي. ونجحت تلك الدول قبل ذلك في القضاء على البرنامج النووي للعراق إبان حكم الرئيس الراحل صدام حسين قبل أن تجبر ليبيا في عهد معمر القذافي على التخلي عن برنامجها وتسليم كافة الوثائق المتعلقة به إلى الغرب.