أكد الداعية يوسف الحمادي أنه لن يصلح الله أمتنا إلا إذا أصلحنا أنفسنا، ونبه على أن مشكلتنا ليست في عدةٍ وعتادٍ أو قوة وإنما في أنفسنا. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع قنبر الأنصاري بالوكرة: إنه منذ أن أسس النبي صلى الله عليه وسلم أمته الإسلامية، أسسها على أنها أمةٌ إسلامية واحدة، أسسها على أنها جسد واحد، لا فرق بين عربي ولا عجمي، ولا أسود ولا أبيض، فكان بلال الحبشي وسلمان الفارسي وحمزة الهاشمي القرشي رضي الله عنهم جميعا إخوة، رابطتهم أقوى من رابطة العرق والقطر، يربطهم دين الله تعالى، فكان الأساس قوياً .. أخوة الدين وأشار إلى أن سنة الله عز وجل اقتضت أنه كلما قويت أخوة الدين كلما صارت الأمة قوية، وكلما ضعفت هذه الرابطة والأخوة سقطت الأمة. وذكر أن مشكلتنا ليست مشكلة عدةٍ وعتادٍ ولا قوة،و إنما مشكلتنا من أنفسنا ولن يصلح الله أمتنا إلا إذا أصلحنا أنفسنا (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) . وأشار إلى أن أمتنا في السابق كانت أمةً واحدةً كجسد واحد، والجسد الواحد إذا وقعت حشرة على يمينه هبت يسارة لتزيلها عن يمينه، فكنا أمة واحدة لا ننظر للبلد ولا للون ولا للنسب، وكان الجيش المسلم يخرج من أقصى أوربا نصرةً لقريةٍ مسلمةٍ في أقصى شرق آسيا .. لأنهم أمة واحدة .. وذكر أن يهوديا اعتدى على امرأةٍ مسلمةٍ في سوق اليهود في المدينة فهب النبي لإجلائهم من مدينته انتصاراً لمسلمة عاديةٍ من عامة المسلمين،لأننا كنا أمةً واحدة .. وا معتصماه ولما اعتدى جندي رومي في عمورية في الأناضول على امرأة مسلمة فصرخت (وا معتصماه) جهز المعتصم لها جيشاً من العراق إلى غرب آسيا وفتح عمورية لينتصر لهذه المسلمة. وأضاف: كنا أمة واحدة لا فرق بيننا، إلى أن جاء عام ١٣٤٢هـ ١٩٢٤م وسقطت آخر دولة جمعت المسلمين كأمة واحدة، وفرق العدو المسلمين إلى أقطار وإلى أعراق وإلى أنساب، فأصبح المسلم العربي لا يهمه المسلم غير العربي، بحجة أنه ليس ابن بلده، و أصبح الواحد منا إذا رأى اضطهاداً دينياً للمسلمين في إحدى البلدان لا يتحرك فيه ساكن لأنه ليس من بلده .. وقال: كلنا رأى ذلك الطفل السوري الذي قذفته الأمواج على على الشواطئ في محاولةٍ من والده للفرار بأسرته من الموت عن طريق الموت ليؤمن مستقبلهم .. وتساءل: هل حرك ذلك فيك شيئا؟ أمة مفككة وفي معرض الإجابة قال: إذا تحرك فينا شيء ففينا بقايا من أمة مفككة .. وأشار إلى تلك المرأة الروهنجية التي تم حرق أبويها أمام ناظريها، وتم اغتصابها وقتلها، ولم يحرك ذلك فينا شيئا، وإذا تحركنا ففينا بقايا من أمة مفككة .. وذكر أنه عندما كنا أمةً واحدةً كانت إذا ضربت مجاعةٌ دول الخليج، هبت أفريقيا المسلمة لتجمع الزكاة لمسلمي الخليج لأننا كنا أمةً واحدة .. وختم الحمادي الخطبة بالتأكيد على أن المشكلة ليست مشكلة قوة فـ (كم من فئة قليلة غلبت فئةً كثيرة بإذن الله) لكن المشكلة فينا حين تعاملنا مع بعضنا على أساس بلدٍ وعرقٍ ولغة لا على أساس دين.. وقال: إذا اعتدى أحد على ابن بلدك أو ابن قبيلتك، تألمت واحترقت بل وهببت للنصرة بكل قوة، وإذا اعتدى على مسلم سكت، وبدأت تحلل المسألة وتنظر في المعطيات لتصدر حكمك غير النافذ والذي لا اعتبار له. ونبه على أن المشكلة الكبرى تكمن في تلك العنصرية التي بداخلنا، مبينا أنه إذا استطعنا قتل العنصرية، أصبحنا أمةً مسلمةً ويحق لنا أن ننتظر النصر والفرج .. وتلا قول الله عز وجل :(إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم) .