بعد التبني الواسع لفكرة التطبيقات الرقميّة في أجهزة ذكيّة كـ»آي باد» و»آي فون»، تفجّرت ظاهرة التطبيقات الرقميّة، بل غدت صناعة من نوع جديد، خصوصاً بعد أن أطلق محرك البحث «غوغل» نظام التشغيل المفتوح المصدر «آندرويد» المصمّم لخدمة التطبيقات الرقميّة. واندمج الخليوي مع ذلك المنحى، فبرزت الهواتف الذكيّة التي انتشرت بسرعة إلى حدّ أنها شكّلت بديلاً لكومبيوتر المكتب. الأرجح ان أشد أنواع الذكاء حدّة هو ما يبدو سهلاً وبسيطاً إلى حدّ البداهة. في ذاكرة الصناعة الرقميّة أن بيل غيتس، المؤسس الأسطوري لشركة مايكروسوفت العملاقة، عمل دوماً بوحيٍ من شعار شائع أميركياً هو «احتضن وتجاوز» Embrace & Expand. وصار هناك نوع من «النموذج الأساسي» في الهواتف الذكيّة، كتلك التي تتعامل مع سجّلات الأرقام الأصدقاء والمعلومات عنهم والرسائل النصية، بمعنى أنها تصنع ترابطاً بصريّاً مباشراً بين تلك المعلومات المتنوّعة. وعند فتح رسالة نصيّة، يظهر معها الرسائل التي جرى تبادلها مع صاحبها. وفي كثير من الخليويات الذكيّة، تخصّص ملفات مستقلة للرسائل الواردة (Received)، والصادرة (Sent)، ما يعني وجود فصل بين الإثنين. يعني ذلك أنه عند كتابة رسالة نصيّة قصيرة لشخص ما، يغيب عن عينيك ما تبادلته معه. وتمكّن التطبيقات الرقميّة من الربط بين الملفين. وينطبق الوصف عينه على حذف الرسائل النصيّة القصيرة. فعند حذف رسالة «أس أم أس» من شخص ما، تظهر خيارات تعطي إمكان حذف رسائله كلها، أو اختيار ما تريد منها، من دون الإضطرار الى التفتيش في ملفات الرسائل الصادرة والواردة. وبفضل التطبيقات الرقميّة، صار سهلاً على أي فتاة أن تمحو رسائل من تريد إنهاء العلاقة معه، إذ لا يتطلب حذف تلك الذكرى العاطفية كلها، سوى ضربة مفردة. ويذكّر ذلك النوع من التطبيقات بالطريقة التي تسهل فيها تقنية «الترابط الفائق» Hyper Link، التنقّل بين المعلومات في الكومبيوتر والإنترنت. والأرجح أن صُنّاع التطبيقات استفادوا من تلك التقنيّة في صنع التطبيقات التي تتعامل مع الرسائل النصيّة للخليوي. والأرجح أن الشيء البارز في اندفاعة التطبيقات الرقميّة للهواتف الذكيّة، هو قوة التطبيقات المتصلة بالحياة اليوميّة للناس، كتلك التي المتّصلة بممارسة الرياضة اليوميّة، وربط الحبال، وأنواع السباحة، وأطالس الجغرافيا، وكتب التاريخ، والنصوص المقدسة للديانات السماوية، ودساتير الدول الكبرى (الاتّحاد الأوروبي، الولايات المتحدة...) وكتب المعلومات المتخصّصة، والمراجع عن شؤون الصحة الجسديّة والنفسيّة والجنسيّة وغيرها. واستطراداً، يحتاج الأمر الى نقاش واسع يشمل على الأقل مقارنة مخازن رقميّة كبرى للتطبيقات على الإنترنت، كـ «أوفي» Ovi (من صنع شركة «نوكيا» Nokia) و «أب ستور- آي تيونز» («آبل» Apple) و «ماركت» Market («أتش تي سي» HTC). ويتطلب ذلك النقاش مقالات منفصلة.