أستهل كتابتي في هذه الجريدة العريقة التي يحلم أي كاتب بأن يضع حبر قلمه على إحدى صفحاتها، بشكر القائمين عليها وأخص بالشكر رئيس القسم الرياضي على منحي فرصة المشاركة. الحديث عن الرياضة ليس بالحديث السهل، وذلك ليس عن قلة خبرة في التحليل الرياضي ولكن علينا أن نحمل قدراً كبيراً من النزاهة والحياد، وأيضاً علينا أن نغلق وراءنا باب أي انتماءات وتعصبات رياضية وهنا تكمن الصعوبة في تحدى النفس وتطويعها. في موضوع الحياد الرياضي غالباً ما يُتَّهم الإعلام الرياضي في الكثير من المرات بالانحياز، ولكن دعونا نلتفت قليلاً إلى بعض الأدوات الأخرى التي هي مطالبة أيضاً بالحياد التام، ونبدأ من اتحادات الرياضة بلجانها المتعددة مثل لجنة الحكام والشكاوى المتعددة التي تطالها الاتهامات باستمرار في هذا الجانب، إلى المجالس المحلية الرياضية وحتى معلقي المباريات، فهم من يتحملون مسؤولية انتهاج الحياد التام، إضافة إلى الإعلام الرياضي. لا أحد ينكر أن هناك من كان قبل أن يصبح مسؤولاً رياضياً أو إعلامياً، كان لاعباً وينتمي إلى أحد أندية الدولة وهذا أمر طبيعي جداً، ولكن اليوم نحن جميعاً مطالبون بأن نوقع على ضمائرنا تعهد الحياد التام والنزاهة الخالصة في تعاطينا مع جميع الأندية على نفس المستوى من دون مجاملة ولا محاباة. أوجه كلامي هذا إلى جميع الإعلاميين والمسؤولين الرياضيين والحكام والمعلقين والمحللين الرياضيين.. الخ، وإلى كل مواطن ومقيم يحمل الهم الرياضي، هو أن ينظر إلى الجميع بكلتا العينين وأن يقسم اليمين بينه وبين نفسه أن يتجرد من أي انتماءات وتعصبات متى ما كان أو سيكون في مواقع المسؤولية، وعندما تدب لدينا هذه النزاهة وهذا الحياد في النفوس، حتماً ستتطور الرياضة ولن نجد التنافس ينحصر بين ناد أو ثلاثة! ولن نرى أندية تغلق أبوابها! رياضة الإمارات ليست كرة قدم فقط ورياضة الإمارات ليست ثلاثة أندية فقط وإذا استمر الحال على هذا المنوال لن تتطور الرياضة ولن نصل أبعد من البطولات الخليجية!