×
محافظة المنطقة الشرقية

المغيليث: ننظر مع جهات الاختصاص في «تثبيت»جميع متعاقدي الإذاعة والتلفزيون

صورة الخبر

بعد عام على اعلان «دولة العراق الاسلامية» التابعة لتنظيم «القاعدة» عملية «هدم الأسوار»، شن مسلحون انتحاريون هجومين كبيرين على اكبر سجنين في العراق، شمال بغداد وغربها، أسفرا عن إطلاق عدد كبير من المعتقلين غالبيتهم أمراء من «القاعدة». وكشف مصدر من داخل معسكر التاجي أن العملية بدأت بعد الإفطار يوم الأحد واستمرت حتى الساعات الأولى من صباح أمس. وتحدثت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية عن تحرير مئات السجناء أثناء العملية، وقالت وكالة «فرانس برس» إن عدد الفارين تجاوز 500 سجين. وقال المدير العام لدائرة سجن الإصلاح اللواء حامد الموسوي، التابع لوزارة العدل، في مؤتمر صحافي امس، إن «تسعة انتحاريين حاولوا اقتحام سجني التاجي وابو غريب تساندهم ثلاث سيارات مفخخة تم تفجيرها أثناء الاشتباك مع القوات الأمنية المسؤولة عن حماية السجن، بالإضافة إلى 100 قذيفة هاون كانت بحوزة الانتحاريين». وأكد أن «إدارة السجن تفرض سيطرتها الكاملة الآن على السجنين بعد نشوب عمليات شغب من قبل النزلاء رافقت الهجوم». وأعلن الموسوي أن «الاشتباكات أسفرت عن استشهاد ثمانية من أفراد الأمن وإصابة 14 آخرين بجروح مختلفة، في حين قتل 21 سجيناً وأصيب 25 آخرين حاولوا الهرب». وأشار إلى تشكيل الوزارة «لجاناً مختصة لجرد أعداد النزلاء تحسباً لوجود حالات هروب». وتأتي عمليتا اقتحام سجني التاجي وأبو غريب بعد مرور عام على إعلان «ابو بكر البغدادي» زعيم «دولة العراق الإسلامية» اطلاق «عملية هدم الأسوار» لاستهداف السجون العراقية، وهدفها «فكاك أسرى المسلمين في كل مكان». ولم تعلن أي جبهة بعد مسؤوليتها عن العملية، لكن خبراء الأمن يشيرون إلى أن «طبيعة الخطة التي نفذت تشتهر به المجموعات العاملة تحت لواء القاعدة التي تعتمد الانتحاريين في تنفيذ هجماتها النوعية ضد الأهداف وإن كانت صغيرة». وأفاد مصدر أمني أن «الهجوم على سجن أبو غريب أسفر عن مصرع 7 أشخاص وإصابة 31 آخرين، فيما قضى 5 عناصر أمن في عملية اقتحام سجن التاجي وجرح 25 آخرين». وروى مصدر من داخل معسكر التاجي في اتصال مع «الحياة» امس، أن «العملية بدأت حوالى الساعة الثامنة والنصف مساء، أي بعد الإفطار بساعة واحدة بإطلاق قذائف هاون متقطعة تركزت على محيط السجن القريب منا، وكانت الفواصل الزمنية بين قذيفة وأخرى من 15 ثانية إلى دقيقة واستمر حوالى نصف ساعة، بعد ذلك هوجمت بوابة السجن بسيارة مفخخة أعقبها تفجيران كبيران ثم بدأ التعرض بالرصاص الخفيف لأبراج المراقبة وعلمنا أن مسلحين نجحوا باقتحام السجن». وأضاف: «بعد ذلك تحولت الاشتباكات إلى داخل المعسكر، وأبلغنا عن وجود متسللين، واتخذنا التدابير اللازمة، وبعد مرور أكثر من ساعة على كل هذه الاشتباكات والتفجيرات، تدخلت طائرة مروحية حلقت فوق السجن وتعرضت لإطلاق نار من داخل السجن ثم تبعتها طائرات اخرى، وبعد الساعة الثانية صباحاً وصلت قوة إضافية من بغداد قيل إنها قوات التدخل السريع لدعم القوات الموجودة، واستمر إطلاق النار والقتال حتى الساعة الرابعة صباحاً». وانتقد المصدر «الطريقة التي تمت فيها معالجة الموقف تنم عن عدم اكتراث بتوفير الحماية الحقيقية لمعسكر التاجي بشكل عام والسجن خصوصاً»، واعتبر «أن ما جرى يؤكد عدم وجود خطة للتدخل السريع» مشيراً إلى أنه «لو تدخلت الطائرات وحلقت عند بدء إطلاق قذائف الهاون أو حتى بعد فترة من استمرار القصف، لكانت منعت تطور العملية إلى الاقتحام». إلى ذلك، قال عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، حاكم الزاملي، في مؤتمر صحافي، إن «ما بين 500 إلى ألف سجين هربوا من ‏سجن أبي غريب بعد الهجوم من قبل مسلحين مجهولين، معظمهم من ‏تنظيم القاعدة» . وفرضت قوات الأمن حظراً للتجوال على الأفراد والمركبات في المناطق المحيطة بالسجنين مثل بلدتي أبو غريب والتاجي وقرية الرضوانية والمناطق المحيطة بمطار بغداد وباشرت حملة كبيرة بحثاً عن السجناء الهاربين. من جانب آخر، أعلن الفريق الركن ناصر الغنام قائد الفرقة 17 جيش عراقي، استقالته من منصبه، وعزا إقدامه على هذه الخطوة في صفحته على»الفايسبوك»، إلى أن «الاستقالة جاءت لئلا نسأل أمام الله وشعبنا عما يحدث بحق أهلنا ومنتسبي القوات المسلحة من قتل عشوائي بسبب السياسات الخاطئة للقيادات العسكرية العليا والمزاجية والعشوائية في اتخاذ القرارات». وعلمت «الحياة» من مصدر في استخبارات وزارة الدفاع، أن «استقالة الغنام جاءت بعد قرار الوزارة العفو عن جميع الغائبين والهاربين من الخدمة في الفرقة 17 على رغم اعتراض قائدها». وكشف: «منذ تولي الغنام قيادة الفرقة حتى الآن ترك أكثر من 3 آلاف منتسب إليها الخدمة بين ضابط وجندي بسبب سوء إدارته». إلى ذلك، قتل 22 جندياً وجرح نحو 40 آخرين في الموصل (400 كم شمال بغداد) عندما هاجم انتحاري قافلة محملة بالجنود في منطقة كوكجلي (شرق المدينة)، ولم تدل وزارة الدفاع العراقية بالمزيد من المعلومات.