قالت مصادر طبية عراقية إن 46 مدنيا -معظمهم أطفال ونساء- قتلوا وأصيب عشرون على الأقل في قصف لطائرات حربية عراقية استهدفت معبرا على نهر الفرات بمنطقة البو عبيد في جزيرة الخالدية (شمال شرقي الرمادي). وأوضحت المصادر أن القصف أسفر عن تدمير تسع سيارات مدنية وإلحاق أضرار بالبضائع والممتلكات الخاصة. وتتمثل أهمية هذا المعبر فيه أنه يربط ضفتي نهر الفرات من جهة الخالدية، والرمادي هو المعبر الوحيد الذي تستخدمه العائلات في التنقل بين المنطقتين بعد أن دُمرت كافة الجسور التي تقع على نهر الفرات بسبب العمليات العسكرية بين تنظيم الدولة الاسلامية والقوات الأمنية العراقية. وقال مدير مكتب الجزيرة في بغداد وليد إبراهيم إن القصف كان عنيفا ومركزا، واستهدف من كان موجودا بالمعبر، مما أدى إلى وقوع هذا العدد الكبير من القتلى. وأضاف أن القصف جاء بعد قصف مدفعي شنه تنظيم الدولة على مواقع تمركزالقوات العراقيةفي منطقة الخالديةوقاعدة الحبانية (شرق الرمادي)، مشيرا إلى أن الهجومما زال مستمرا. وتخوض القوات العراقيةومليشيا الحشد الشعبي منذ أسابيع معارك ضد تنظيم الدولة لاستعادة مدينة الرمادي التي سيطر عليها التنظيم في مايو/أيارالماضي، معززا سيطرته بمحافظة الأنبار، لكنها تكبدت خسائر كبيرة وما يزالتقدمها بطيئا. تقدم للتنظيم وفي وقت سابق أمس، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أن تنظيم الدولة الإسلامية أحرز تقدما في مدينة بيجي على حساب القوات العراقية، معربة عن القلق من سيطرة التنظيم بهذه المدينة الواقعة على طريق إستراتيجي بين بغداد والموصل. وقال المتحدث باسم الوزارة جيف ديفيس إن الوضع في مدينة بيجي انعكس لصالح التنظيم، وضاعت الكثير من المكاسب التي أحرزتها القوات العراقية في الأيام الأخيرة. قوات عراقية تتقدم نحوبيجي لاستكمال السيطرة عليها(الفرنسية-أرشيف) لكن ديفيس أشار في الوقت نفسه إلى أن الوضع الميداني يبقى "متغيرا"، مشددا على أن الولايات المتحدة مصممة على مساعدة القوات العراقية على الاحتفاظ بسيطرتها على المدينة وعلى استعادة المصفاة الواقعة قربها. وتدور معارك طاحنة بين القوات العراقية ومسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة بيجي الواقعة على بعد مئتي كيلومترتقريبا شمال بغداد. ويرى البنتاغون أن بيجي ومصفاتها -وهي الأكبر في البلاد- تعد تحديا إستراتيجيا في مواجهة التنظيم، وقد شن التحالف الدولي -الذي تقوده الولايات المتحدة- العديد من الغارات الجوية ضد المسلحين في هذه المنطقة.