مشهد العالم الاسلامي يثير الشفقة والقلق والاستغراب، تباين في كثير من المواقف مع جوهر الاسلام .. مصالح الافراد تتغلب على مصالح الامة.. تيارات مؤدلجة تتقمص الدين لتقول كلمتها لاثارة الفتنة ثم تختبئ خلف اسوار الحياة الخاصة.. الشباب يموت وثمن حياته بات رخيصا جدا لايساوي ثمن ثوبه الذي يرتديه .. الانسان في عالمنا الاسلامي للأسف بات هو الاقل اهمية.. تغرق الطرقات بدماء البشر والفتنة مستمرة .. تتنوع مثيراتها وتبقى الفتنة خنجرا في خاصرة المجتمعات الاسلامية.. تحولات متسارعة يحكمها الاندفاع نحو مساقط اكثر تخلفا واكثر دما.. هدير السلاح يملا فضاءنا الاسلامي وتتساقط الرؤوس دون ان تعرف من خصم من.. ومن عدو من.. ومن صديق من.. من الشهيد ومن القاتل؟! انهار دماء هنا وهناك.. والنتيجة الخسارة للجميع.. من المسؤول ومن اكبر الخاسرين..؟ لا احد يملك الاجابة ولكن المؤكد ان اعداءنا اكبر الكاسبين ونحن اكبرالخاسرين.. بدلا من دفع شبابنا لمواقع العلم والابداع والاختراع نقدمهم قربانا لفكر افراد تختبئ خلف الف جدار وجدار، تقول كلمتها وتهرب لتبقى الفتنة حاضرة.. بدلا من تسليح شباب الامة بالعلم نكرس فيهم ثقافة العنف والعداء مع الحياة.. بدلا من تكريس قيم الحب والسلام والتسامح نخلق فيهم العداء مع الاخوة! بدلا من نشر حقيقة الاسلام بممارسات حضارية نقدمه في اسوأ صورة عبر قيم سلبية لا تمت للدين بصلة فقط هي فكر منحرف لعقل اعتاد على العداء مع الحياة ومع امته.. بدلا من بناء الانسان ليكون قوة ايجابية تعمر الارض كما اكد على ذلك الله جل جلاله للاسف يهزمون شباب الامة الاسلامية من الداخل ليتحولوا وقودا لمصالحهم الخاصة فيموت شباب الامة لتكتشف اسرهم ان حياتهم كانت ارخص من ثمن ثيابهم ولكن بعد فوات الاوان.. ممارسات خاطئة تشوه صورة الاسلام والمسلمين وتجرهم الف خطوة للخلف في كافة المجالات.. مشهد مؤلم لمحارب في بلد اسلامي وفوق منبر الأذان يحمل القرآن في يد والرشاش في يد أخرى ليقتل مسلما اخر لاختلاف مهما بلغ فانه شرعا لاىيبيح لك قتل اخيك المسلم.. وفي خضم ذلك للاسف انخفضت اصوات العقلاء من علماء الاسلام وبات صوت زراع الفتنة اعلى واقوى واكثر حضورا.. لا نريد منهم مواجهة هؤلاء فقط نريد من العلماء المخلصين للاسلام إعادة الشباب الاسلامي للطريق الصحيح طريق الحياة والتعمير.. العودة للتصالح مع النفس والايجابية والثقة في قدرة الاسلام على بناء الانسان المبدع، الانسان المنتج ونشر الاسلام بصورته الصحيحة والبعد عن فكر العنف ولغة الدم والقتل.. نحن في عهدٍ الامم تنتصر على عدوها دون اراقة دم عصر العلم والعقل المتدبر..عصر القوة فيه ليست للرصاصة فقط بل الاقتصاد والعلم، ينهزم الضعفاء وينتصر الاقوياء القوة العسكرية فقط لم تخلق امماً قوية بل العلم والاقتصاد صنع القوة ولنا في بعض الدول الآسيوية وخاصة اليابان خير دليل.. الانسان فيها خارج لعبة الدم يصنع الحياة ويصنع التقدم يبهرنا كل يوم باختراع يخدم الانسانية لا يقف عند اختلاف بل يتقدم معه لانه عمليا طبق قيم الاسلام وحافظ على الانسان رغم انه شعب غير متدين.. وامتنا الاسلامية بكل تدينها جعلت من الانسان رصاصة طائشة تنطلق مع كل بوادر اختلاف بين كل جماعة واخرى..