كشف حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان عن مبادرات قال إن قادته تبنوها خلال شهر رمضان لإنهاء التمرد في السودان وإحلال السلام والتوصل إلى استقرار سياسي شامل في البلاد. وقال مسؤول الإعلام في الحزب الحاكم بالوكالة قبيس أحمد المصطفى في تصريحات عقب اجتماع القطاع السياسي للحزب، إن لجاناً تعكف على تطوير الوضع الحزبي وإجراء مراجعات شاملة وكاملة تصب في خانة التعبير على استيعاب الحزب للظرف السياسي في السودان وقدرته على صناعة بدائل ومواجهة المستقبل. وأكد قبيس أن الحزب يبذل مجهودات من أجل تغيير وزاري جديد سيعلن قريباً. وناشد الصحف تحري الدقة حول ما يرشح من أسماء، قائلاً إنها ليست حقيقة وإنما اجتهادات لأفراد ولا علاقة لها بالواقع حتى الآن. وأكد قبيس أن حزبه يجري حواراً مع عدد من القوى السياسية في شأن صوغ الدستور وقضية الحكم والسلطة والتوصل إلى اتفاق سياسي حول قضايا البلاد بغية إنهاء التمرد والتوترات السياسية. وأضاف: «السودان ليس هو سودان حزب المؤتمر الوطني وحده وإنما سودان كل الفعاليات». وأعلن عن تحقيقات تجرى حول ما أشيع عن فتح مكتب لمتمردي «الحركة الشعبية - الشمال» في القاهرة، وأكد عدم قبوله بتلك الخطوة لأنها ستؤدي إلى ضرر في علاقات البلدين. وناشد دولة جنوب السودان الالتزام بتنفيذ الاتفاقات الموقعة بين البلدين لانقضاء المهلة التي حددت لوقف ضخ نفط الجنوب عبر السودان في المهلة المحددة، وشدد على موقف السودان «الثابت والواضح» بوقف ضخ النفط بحلول 7 آب (اغسطس) المقبل. ووجه انتقادات عنيفة لـ «مجموعات مشاكسة في دولة الجنوب» قائلاً إن إرادتها السياسية غير موحدة بشأن تطبيق الاتفاقات الموقعة مع السودان. وكان ينتظر عقد اجتماعات اللجنة السياسية - الأمنية بين السودان وجنوب السودان أمس في أديس أبابا لمناقشة الاتهامات المتبادلة بين الخرطوم وجوبا بايواء الحركات المسلحة في البلدين وترتيبات تأمين الحدود وتحديد خط الصفر للمنطقة الآمنة المنزوعة السلاح. لكن الاجتماعات أرجئت إلى وقت لاحق. إلى ذلك، حذّرت وكالة الشؤون الانسانية التابعة للأمم المتحدة من ارتفاع التوترات القبلية المسلحة في أجزاء من إقليم دارفور إلى جانب زيادة تواجد الجماعات المسلحة حول مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور بعد مقتل 7 أشخاص واصابة 40 آخرين في مواجهات بين مجموعتين نهاية الشهر الماضي. ومن المنتظر أن يرفع رئيس بعثة «يوناميد» في دارفور محمد بن شمباس تقريراً الى مجلس الأمن الدولي الذي يُتوقع أن يجدد ولاية البعثة عاماً آخر قبل نهاية الشهر الجاري. وكان بن شمباس التقى في كمبالا قيادات في المجموعات المتمردة الرئيسية الثلاث في دارفور (جبريل إبراهيم ومنى أركو مناوي ومحمد نور). ووفق تقرير أممي فقد رحّبت الجماعات المتمردة بمبادرة شمباس لانعاش عملية السلام واتفقت معه على لقاء آخر عقب عطلة عيد الفطر المبارك.