×
محافظة المنطقة الشرقية

هدف: برامج لدعم توظيف النساء والسجناء في «العمل عن بعد» #السعودية

صورة الخبر

في عام 2001 أنجز المخرج الأميركي رتشارد لينكلتر تصوير فيلمه «حياة يقظة» الذي صوره مع إيثان هوك وجولي دبلي وسارا نلسون بين آخرين. صوره ديجيتال ثم أدخله الكومبيوتر وخرج منه بفيلم «أنيماشن غرافيكس» هو الذي عرض ضمن إعجاب نقدي لا بأس به. في الأسبوع الذي انتهى فيه لينكلتر من تصوير هذا الفيلم جلس ليكتب سيناريو فيلم «فتوة» أو (Boyhood) الفيلم الذي نراه اليوم على شاشة مهرجان صندانس: «كنت أريد أن أعود إلى طفولتي ونشأتي، لكني في الحقيقة لم أجد أن عندي الكثير لكي أقوله. في بعض الأيام لم أجد مادة أكتبها». لكنه في نهاية الأمر كتب ولو أنه لم يهرع إلى الكاميرا ويصوره كمشروع يبدأ وينتهي في أسابيع أو حتى أشهر، بل صور منه أجزاء وعاد إليه بين كل فيلم وآخر. فمن عام 2001 إلى هذا الحين حقق هذا المخرج 10 أفلام من بينها فيلمان من سلسلة «قبل…» هما «قبل الغروب» (2004) و«قبل منتصف الليل» (2013) علاوة على «مدرسة الروك» (2003) و«أمة المأكولات السريعة». التصوير المتقطع لم يكن بسبب الحاجة إلى ما يكفي من التمويل لمواصلة العمل عليه، بل كان تبعا لرغبة متابعة حياة صبي من الطفولة إلى مطلع الشباب وحين ذكر لممثله المفضل هوك الفكرة وجدها هذا رائعة «… إلى حد الجنون» كما يقول. «صندانس» المهرجان المتخصص بالسينما المستقلة وسينمائييها الذي انطلقت دورته الـ30 في الـ16 وتنتهي في الـ26، المكان المناسب لسماع حكايات كثيرة مثل هذه. وذلك لسبب مهم: أستوديوهات هوليوود لديها أقسام إعلامية وترويجية وبعد انتهاء تصوير فيلم ما تسلم موادها الصحافية والحكايات التي تود نشرها، كما المقابلات التي تريد من نجوم الفيلم إجراءها إلى مؤسسات مستقلة تقوم بحملات الترويج صحافيا وإعلاميا. المخرج والمنتج المستقل يستطيع أن ينتج من ثلاثة إلى خمسة أفلام (يتوقف ذلك على ميزانية كل مشروع) بميزانية يخصصها أستوديو ما لفيلم واحد. القدوم إلى «صندانس» يحرر المنتج والمخرج من هم البحث عن وسائل ترويج، فالصحف الأميركية (وبعض العالمية) هنا والمناخ جيد ومريح والمهرجان لا يعرف مستويات واهتمامات مختلفة، بل يقوم على أساس أن كل الأفلام المعروضة تنتمي إلى سينما جديدة حتى ولو كان المخرج مخضرما، كما الحال مع لينكلتر الذي بدأ السينما وهو شاب في الـ27 من عمره سنة 1988.